ريم قيس كبه
كم كنت اتمناها وارنو اليها من بعيد بإعجاب يشبه الوله أو العشق السري.. وكم كانت حلما شبه مستحيل في زمننا وواقعنا العراقي ذات طفولة غابرة من عمري.. فلا انتمائي لاسرة محافظة ولا تقبل المجتمع كانا ليسمحا لي بتحقيق ذلك الحلم بالوقوف على خشبة المسرح..
بيد ان الظرف والعمر وتغيرات الحياة والمكان يمكن أن تأتي أحيانا بنتائج غير متوقعة.. وقد يتحقق حلم ما كنا نسينا حتى وجوده..
بلى لقد حلمت ان اقف على خشبة المسرح.. حلمت هذا الحلم طويلا.. المسرح تحديدا.. فأنا لم أكن أحلم بالتمثيل او ان اكون نجمة سينمائية.. لقد كان شغفي الأكبر هو المسرح.. وكنت اغبط الممثلين والممثلات اللواتي كن يقمن بأصغر وأكبر الأدوار.. واتمنى ان اكون معهم وبينهم.. وإذ كان ذلك صعب المنال فقد كنت اعمد ان اكون صادقة على منبر الشعر وكأنني اقدم دورا حبيبا على قلبي في مسرح الحياة.. واعلل النفس بأن ذلك كله فن في النهاية..
وحانت الفرصة فجأة بعد ان مر على الحلم ما يكفي من العمر ليجعله نسيا منسيا.. فيبتدئ الأمر بلعبة.. او بلهو عابر جميل يرطب جفاف الغربة في منفاي الاختياري بلندن.. اذ رضخت أخيرا (قبل بضعة أشهر) لإلحاح صديقتي العزيزة أحلام عرب (وهي مخرجة وممثلة عراقية مبدعة).. بأن أنضم لفرقتهم المسرحية التي نشأت حديثا.. وقد أقنعتني بزيارة لموقع التدريبات للتعرف على الناس والاجواء..
وكان ان أزورهم في الموقع الذي تفضل المنتدى العراقي بلندن بمنحه للفرقة بضع ساعات في الاسبوع خارج اوقات الدوام الرسمي.. لأجد مجموعة متحابة من عراقيين هواة متطوعين (بينهم شاب صومالي ومعلمة انكليزية) يتحركون بتناغم على ايقاع حوارات مسرحية أبدعتها أنامل الكاتبة العراقية حميدة العربي.. وتوجههم باتقان ودربة عالية مايسترو العمل أحلام عرب.. كانت الأجواء غريبة في البداية.. فقد كنت اجد فيهم خلطة عجيبة بين صحفية ومهندسة وناشطة نسوية وخبيرة تجميل ومصممة أزياء وماجستير إقتصاد وطالبة دكتوراه.. وبين طبيب وموسيقي وفنان تشكيلي وطالب وموظف ومغني راب.. الخ... كانت المجموعة اكبر من توقعي بكثير.. تتباين أفكارهم واعمارهم واختصاصاتهم وانتماءاتهم السياسية والاجتماعية والدينية.. بيد أن القاسم المشترك الذي طغى على كل شيء كان المحبة والحماس والاصرار على تقديم الافضل..
وتكررت زياراتي.. وكنت اغيب معهم ما ان ادخل الى ذلك المكان.. الذي صار اشبه بصومعة اثيرة.. فلا اغادره الا وانا احس انني خارجة من حلم.. كانت صلتي بالعالم الخارجي تنقطع بشكل شبه تام.. فاحس انني اطير..
ويحدث أن تستمر التدريبات وينضم الينا الممثل العراقي المبدع غالب جواد ليكون هو بطل العمل.. ولتتحول اللعبة عندي الى التزام حقيقي لا جدال فيه.. حتى تحين اللحظة التي ترفع بها الستارة واكون وجها لوجه مع الجمهور وانا ممثلة على خشبة المسرح!..
ويحدث أن تنال مسرحيتنا: "إحنه السبب" نجاحا كبيرا جدا.. تثني عليه الأقلام المختصة وتستقبله الجالية باهتمام كبير.. فيملؤني الفرح والإمتنان الكبير للعزيزة أحلام عرب التي حققت أحلامنا الصغيرة وجعلتنا نعتلي خشبة المسرح ونحن لسنا أكثر من هواة متحمسين.. فنشعر بالامتنان لها ولاسرتنا الجديدة التي قوامها المحبة والمؤازرة والاصرار.. لتكون بحق تجربة رائعة تستحق الثناء..
صباحكم أحلام تتحقق..
.
ريم قيس كبة
صحيفة العرب اللندنية 18-10-2017
وانا كمخرجة للمسرحية اقول ..انت ياريم مشروع ممثلة استثنائية وكنت النسمه الطرية التي ترطب اجواء التمرين،
التزامك كان مثاليا خاصة عندما رقد الوالد الكبير في عطائةومنجزة في حقل الطب الاستاذ د قيس كبة ،عندما رقد قبل ايام من العرض في المستشفى لاجراء جراحة قلب كبرى وكنت تأتين التمرين مباشرة عقب مكثوك معه، ولا ننسى والدتك وهي تحثك ان لاتتأخرين عن البروفة، اي عطاء واي التزام هذا، وياله من درس نقتدي به.
اتمنى ان نلتقي مجددا على خشبتك ياشاعرتنا الجميلةريم قيس كبة.
احلام عرب
بعض من صور مسرحية احنا السبب تأليف حميده العربي
قراءه للنص المسرحي
ريم قيس كبة - غلب جواد- فائزه المشاط - ياسمين عبد الوهاب
وانا احلام عرب