من ذاكرة الإذاعة والتلفزيون: بدأت حياتي الفنية عام 73 عند دخولي معهد الفنون … الفنانة المغتربة أحلام عرب لـ”الزوراء” : بغداد وشارع الرشيد ومعهد الفنون أحلى ذكرياتي
حوار – جمال الشرقي
استضاف اتحاد الإذاعيين والتلفزيونيين مؤخرا الفنانة العراقية المغتربة أحلام عرب وكانت جريدة الزوراء قد حضرت احتفالية التكريم وسجلت مع الفنانة احلام العرب لقاء مطولا عن سيرة حياتها واخر اعمالها .
الفنانة عرب هي فنانة عراقية دخلت معهد الفنون الجميلة عام 1973 وقدمت اعمالا كثيرة على صعيد المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون، كما كانت لها أعمال كثيرة في مجال مسرح الطفل ، وقدمت ايضا أعمالا فنية من خلال تواجدها الطويل في لندن وبغداد .
قبل ان نبدأ الحوار مع الفنانة عرب نذكر الاخوة قراء الزوراء ان احلام عرب قدمت اعمالا مسرحية وفنية منها ايام الاسبوع وديمقراطيه ونص ومسيو كافي واصدقاء المزرعة والسندباد وكلكامش ورقصة المزرعة والنهر والبستان وحقول الشمس وعش المجانين والباب الشرقي وفاتنة بغداد وقيس وليلى والايدز واخر الملوك واعمالا كثيرة اخرى سنتعرف عليها من خلال حوارنا التالي معها .
– باسم جريدة الزوراء الغراء نتقدم اليك بالتهاني على جلسة الاحتفاء ونود ايضا ان تكوني ضيفة عزيزة على الجريدة .
– شكري الجزيل لكم ولجريدتكم التي حضرت اليوم الجلسة متمنية لكم ولهيئة التحرير النجاح المستمر والتوفيق في عملكم .
حدثينا اولا عن بداياتك الفنية ؟
ـ حياتي واعمالي الفنية بدأت مبكرا ولكني أحاول أن أضع تاريخها عند دخولي معهد الفنون الجميلة ببغداد فقد تخرجت في معهد الفنون الجميلة سنة 1973 ـ 1974 مسائي رغم اعتراض الاسرة على ذلك لكن بأصراري وحرصي على اكمال تعليمي في المعهد اقتنع الاهل وفهموا طبيعتي وشخصيتي . ولم استطع اكمال دراستي في الكلية بسبب حياتي العائلية وزواجي من الدكتور (صالح مجيد) وسفري الى لندن وانا في العشرينات من عمري.
– ولكن فرصة السفر لا تمانع من اكمال الدراسة
ـ نعم درست الدراما هناك ثم عدت للعراق سنة 1985 ـ 1999 وفي هذه الفترة انجزت اعمالاً فنية للمسرح والتلفزيون ، وعملت اكثر من فرقة (للطفل) اولها فرقة مسرح النصر لمجموعة شباب هواة (اصدقاء المزرعة) و(انهم يسرقون الشمس) وغيرها اربعة اعمال ثم في مسرح السندباد (كلكامش) ومسرح الدمى… وكل عمل من هذه الاعمال ترك بصمة لدى المشاهد وفي تاريخ المسرح… كنا نعرض في اماكن مختلفة مثل دار الايتام الذين قاموا بأنفسهم بتمثيل الادوار.. وعرضنا رقصة الشمس في الزوراء لمدة شهر ولدي مسرحيات جادة.
– من الاعمال التي قدمتها في لندن هو عمل ( احنه السبب ) وقد كان ناحجا فحدثينا عنه لطفا ؟
– شكرا للمتابعة وفعلا العمل الذي قدمناه في لندن احنه السبب من تاليف الكاتبة حميدة العربي وهو ثاني تعاون في حينها وكان العمل الاول اسمه ديمقراطية ونص وكان نقدا للظواهر الاجتماعية باسلوب كوميدي وقد اعتمدت في عملي انذاك على الهواة لان المحترفين يعانون في الغربة من اشكالات معينة وكنا محظوظين ان ينظم الينا النجم غالب جواد .
– حضرتك قلت انك استخدمت الهواة فهل هذه معاناة للمخرج ان يحصل على ممثلين محترفين ؟
– نعم كل الذين شاركوا معنا ان كانوا هواة او محترفين يعرفون جيدا صعوبة التجربة التي نعانيها في الخارج لهذا فقد تعبت كثيرا وجمعت اكثر من خمسة وعشرين شخصا في دولة اجنبية وانتم تعرفون ان العمل في الخارج غير داخل الوطن وانا بدوري اشكر المنتدى العراقي الذي هيأ لنا القاعة بعد الانتهاء من الدوام الرسمي مساء وفي لندن الايجارات صعبة وعالية جدا.
– طيب وهل تعانون من امور امنية عند تقديمكم عملا فنيا يتطلب حضور مواطنين بكثرة مثلا ؟
– الموافقات الامنية هناك تقع ضمن تاجير المسرح وهناك ضوابط والعقود عادة تتضمنها الموافقات الامنية وفي لندن توجد حرية شخصية فقط ان لا يكون العمل مخلا بالاخرين.
– جنابك عملت على تاسيس فرقة اسمها نيسابا حدثينا عنها وعرفي القراء بها ان امكن ؟
– فرقة نيسابا هي الفرقة التي اخذ اسمها من الهة الكتابة والتي قدمنا بها العمل الفني الذي كان اسمه ديمقراطيه ونص ولكن هذا الاسم استخدمه احد الاشخاص فكون مسرحا بهذا الاسم وقد فاتحته انا بانه اسم خاص بفرقتنا ولكن الشخص قدم مبررا هو انه قام بتسجيل الاسم رسميا وفي النهاية توصلنا الى حل مرض هاجسنا هو اننا نقدم اعمالا عراقية تنفع الناس وفيما بعد ايضا اسسنا فرقة شعبية قدمنا من خلالها اعمالا كثيرة وكانت الفرقة فرصة لكل من لدية هواية التمرين وهذا العمل اخذ مني وقتا كبيرا .
– هل بالامكان ان نذكر القراء بما قدمته احلام عرب في سوريا والعراق وكانت اعمالا مشتركة .
– الدراما في العراق تعاني هذه الايام من مشكلة الركود ونحن كذلك في لندن نعاني نتيجة هذا البعد وعدم وجود دعم كاف لنا ولكننا في سوريا قدمنا اعمالا فمثلا الاخ سعد مجيد ارسل في طلبي في حينها وجئت من لندن وفي حينها قررت ان ابقى في سوريا مادام العمل موجودا ولكن الاحداث في سوريا منعتنا من البقاء ورجعنا الى العراق وفي حينها انتعشت الدراما ولذلك كانت كل هذه الظروف عائقا في التواصل ونتيجة لكل ما مررنا به قمت انا باعداد اعلان ادعو فيه كل من لديه رغبة الفن من العراقيين والعرب في لندن ان يتواصل معنا في التدريب لتقديم عمل يجعلنا نتواصل وفعلا جاء في حينها عدد كبير من الهواة والمحترفين وتبرعوا من جيوبهم فكانت الحركة ايجابية في لندن وكانت ردود الافعال طيبة .
– قدمت احلام عرب اعمالا تلفزيونية في العراق هل تتذكرينها وماذا تقولين عنها عندما تتذكريها ؟
– اتذكر البصمة الاولى التي كانت هي جذور واغصان للاستاذ عبد الهادي مبارك واخراج عبد الوهاب الدايني كان اول اشتراك تلفزيوني لي وقد ترك انطباعا طيبا اشرني كممثلة كوميدية ناجحة عمل اخر اسمه الواهمون وفي سريا ايضا كان لي عمل اسمه ام عمشة شخصية احببتها وهناك شخصية اخرى قدمتها اسمها وداد خاتون وكانت مع سلام عرب .
– متى غادرت العراق ؟
– عام 79 عندما انهيت دراستي في معهد الفنون ورجعت الى العراق عام 85 وبقيت في العراق حتى عام 99 وعملت كثيرا من الكروبات مع الهواة ومسرح الطفل وعملت مع دور رعاية الدولة بحدود سنة كاملة وانا احب هذه التجمعات البعيدة عن الدراما خاصة وانا ارى اكثر ابناء شعبي يمتلكون الهوايات القافية والفنية وهم بحاجة لمن يفجر طاقاتهم وانا عملت تجربة في لندن مهمة اسمها ايام العمل الثمانية كانت مع صلاح حسن وكانت مع هواة والحركة كانت ايجابية .
– هل كان السفر الى لندن هواية ام لاسباب اخرى ؟
– انا عراقية حد النخاع ولكن ظروفي الخاصة ومثلي الكثير من العراقيين دعتني للسفر وانا دائما ازور بلدي واتلذذ بهوائه وارضه وناسه . وابنتي رجعت الى العراق وهي تعيش الان براحة تامة .
– ماذا قدمت للمسرح هناك في لندن حديثا بوضوح لطفا ؟؟
ـ ذكرت لك بداية اننا عملنا في مسرح لندن (نيسابا) آلة الكتابة السومرية… وانا المؤسسة لهذه الفرقة .. ولدي اعمال باللغة الانكليزية مثل فلم (ميسو كافي) للمخرج العراقي (جعفر عبد الحميد) وهو فلم روائي طويل يتحدث عن الجالية العرقية في لندن وباللغة الانكليزية كما لدي مشاركة عربية ويونانية وانكليزية وفريق العمل متنوع من انحاء بريطانيا وفرنسا.
– دورك في الفلم؟
ـ قمت بدور صاحبة ! المقهى (زينب) التي تلم شمل كافة الاطراف العراقية من الجالية في لندن ممن يقصدون وتحاول مساعدتهم وتفهم معاناتهم ومشاكلهم، وهذه الشخصية قريبة من شخصيتي والمخرج والمؤلف (جعفر عبد الحميد) كان يراقبني في مسرحية ( ديمقراطية ونص ) اثناء تدريبي للهواة وانا بذات الوقت (أم عراقية) تحرص على تعليم اولادها بالشكل الصحيح لذلك رسم لي المخرج ملامح شخصية (زينب) لقربها من شخصيتي الحقيقية وعرض هذا الفلم في لندن بمهرجان (برين دانس).
-اجواء الاغتراب كثيرا ما تكون سببا في زيادة الحنان والاشتياق للعراقي في لندن هل كان يجمعكم مكان واحد هناك وهل لديكم نشاطات معينة؟
ـ كنا نلتقي انا و(روناك شوقي ) وهي نشطة ولديها اعمال فنية ومع الفنانة فوزية الشندي التي فتحت بيتها لكل الفنانين العراقيين وكانت تستمع الى همومنا فهي فنانة رائعة وطيبة .. الفنان العراقي بصورة عامة نشيط ومثابر اينما حل ولدينا هناك الجمعية العراقية، المنتدى العراقي وايضاً نشاطات فردية.
– وماذا عن اعمالك الاخرى ؟
ـ عملت مسرحية (ايام الاسبوع الثمانية) للشاعر العراقي المبدع صلاح حسن والعمل من اخراجي وقد عرض في لندن للجالية العراقية لمدة ثلاثة ايام والحمد لله كانت التجربة ناجحة لذلك اعتز بها جداً ابطالها من العناصر الشابة الهواة والموهوبين لكن تنقصهم الخبرة وبدوري كمخرجة للعمل اصبحت لهم الام وقمت بتهيئة وصقل موهبتهم وتوجيهم التوجيه السليم، واستمر التدريب لمدة سنة.
– ما ثمرة الاغتراب لدى احلام عرب وانت في بغداد الان ؟
– من الممكن أن تولد الغربة ابداعا لأن الغربة هي عبارة عن كنز هائل من الذكريات والاشواق وكلها ادوات لمطرقة ذهنية للفنان ويقوم هو بترجمة تلك الاشواق والمعاناة الى عمل فني سواء كتابة شعر او مسرح المهم هو الترجمة الجمالية للغربة (لغربته) لكون الفنان انسان غير عادي يمتلك جعبة من الاحاسيس والمشاعر النبيلة.
– ما هي الذكرى الجميلة التي لاتمحى من مخيلة المغتربة احلام عرب؟
– بغداد حبيبتي هي الذكرى بل هي كل الذكريات بحد ذاتها، شارع الرشيد حيث طفولتي هناك، ومعهد الفنون الجميلة.
– ذكرت انك عملت على جمع الكثير من الهواة والمتطوعين ما الفرق بينهما؟
– قد تجد من الهواة ما يعجبك وتتأمل منه كثيرا وعلى العموم كل إنسان بما خلقه الله فيه من إمكانات ومواهب.
– كلمة ختام لهذا اللقاء الجميل ؟
– شكري للاتحاد الذي جاء بجريدتكم لإجراء هذا الحوار الجميل وشكري لجريدتكم واملي ان يعم الاستقرار والامان والرفاهية بلدي الحبيب .
– تحياتنا لك وعطاء مستمر ان شاء الله .
No comments:
Post a Comment