الأربعاء، 24 أبريل 2019

مسرحية المحطة تأليف علي الجندي واخراج طلال القيسي . معهد الفنون الجميلة . بغداد 1974

مسرحية المحطة.
مع الاسف لااملك وثائق مصورة عن العمل غير هذه التي التقطت في النادي.

انا بالملابس التي ظهرت بها في مسرحية المحطة
خلفي يظهر نصر حمود مدير المسرح وهو يقرا جريدة وفي العمق خالد عوده يغطي وجه بعد ان نرفزني وجعلني اغادر الطاولة  وعبد الله يضحك لصورة اقتنصت اللحظة.

بخط اليد كما اعتدت تدوين الاحداث
بروكرام المسرحية 



في نادي المعهد مع خالد عوده وحسين علي الصراف يحاول تصفية خلاف بيني وبين خالد عوده وخلفنا عبد الرزاق اللامي المشارك في العرض هو وخالد.

البروكرام مطبوع .



انطباعاتي  بخط يدي عن العرض مع ملاحظات الاستاذ بهنام ميخائيل عني بخط يدة .

انطباعات عن عرض المحطة .

16—5-74

اخر العروض المسرحية لهذه السنه .. سنتي الدراسية الاولى .

جاء اشتراكي في هذه المسرحية ايضا شبة طارئ فقط بدل المخرج المطبق حوالي نصان اواكثر الى ان اهتدى اخيرا لنص المحطة .

الحقيقة تقال رغم مرارتها ان تأديتي لهذا الدور الذي اسند الي والذي اعجبت به اول الاومر وشدني لانه من الادوار التي يستهويني تمثيلها ..الضياع ... الشرود ... الحيرة .. الا اني لم اوفق في عكس الصورة بشكل حسن والسبب كما اعتقد هو

1- قلة التمارين والتقاعس في عدم الولوج لاعماق الشخصية .. ثم صدمة الملابس التي لم تكن تليق بالدور .

الدرس المستخلص.
 ماكل مايريده الممثل يحصل عليه . وان حدث منفص لابد من التكيف الجديد مع الوضع المفروض .. والا ستنقلب الاوضاع  رأسا على عقب




مخرج المسرحية المطبق طلال القيسي.
والصورة  استعرتها من صفحة زميلي د- زهير البياتي.
 طلال القيسي.



مسرحية عشاق الخيال تأليف ادمون روستان واخراج المطبق احمد حسن الزيدي . معهد الفنون الجميلة .بغداد



ملصق المسرحية



بروكرام المسرحية




انطباعات عن اول تسجيل تلفزيوني لمسرحية عشاق الخيال
بخط يدي
وملاحظات الاستاذ بهنام ميخائيل بخط يده.


انطباعات عشاق الخيال

كانت امكانتي في تحضير ملابس واكسسوارات الشخصية ضعيفة  جدا قياسا بأمكانات زميلتي الدبل كاست نماء الورد  فالبدلة التي حصلت عليها من مخزن الملابس لم يكن شكلها يمت بصلة لاي رومانسية، كما تشير شخصيتي في  المسرحية ،كانت سوداء قاتمة تتخللها خيوط بيضاء باهتة تليق بخادمات القصور . ثم كانت هناك مشكله شعري السرح والذي يأبى ان يلف او يجعد ، وبما اني كنت شديده الحرص لاعطاء صورة مقربة عن المكان والزمان والكاركتر الذي امثله، فقد انتابني قلق شديد عند اقتراب العرض مما اضطرني للجؤء الى صديقاتي في العمل الوظيفي الصباحي واللواتي كن على علم تام بما يحل لي في المعهد لان ما اتعلمه مساءا احاضره صباحا عليهن . تحركن بهمه ونشاط  سيما وهناك منافسة في الامر، فحصلت على بدله طويله (ماكسي) ابيض لماع يضاهي النجوم بريقا ولمعانا وباروكة شعر طبيعي  بتسريحه فرنسيه مجعدة كما تمنيت ،وحذاء بكعب عال .

تخمرت بذهني فكره استثمار البدلة (المخزنيةالسوداء) للمشاهد الاولى وارتداء ماحصلت عليه من زميلاتي في الفصل الثاني . الا ان الريح تجري بما لاتشتهي السفن فقد حدث ماعكر الجو وأمر رئيس القسم بمنع جميع الطلبه زملاء دورتي من مشاهدة العرض  في اليوم الثاني والذي كان من نصيبي ومن يخالف يعاقب . انزعجت جدا من الامر فقد كنت بحاجة الى ان يشاهد زملائي واصدقائي جهدي .  لذا لم ارتدي الملابس الجميلة المناسبة وقدمت العرض بلبدلة السوداء وخطوطها البيضاء وكأني محتجه.

عرض اليوم الاول .السبت 12-1-1974

كان من نصيب الزميلة نماء  الورد التي جندت كل طاقاتها على صعيد التهيأ للشخصية ..كان فستانها والذي اخاطتهه بنفسها يخلب اللب ويليق باميرة عاشقة كان ورديا ذو طيات متعدده وكثيره جدا لاتمل من النظر اليه، وتسريحتها رائعة وبدا  وجهها جميلا جدا وكل شئ كان ورديا ينبض بالربيع والتناسق والحياه.

اضافة لذلك تألقها كممثلة تجيد التحكم بأدواتها جيدا وقد قدمت مع الكادرعرضا رائعا .
 كنت اراقبها بأعجاب متناه كمتلقية وبنفس الوقت انتابني التوجس من ان تخونني معداتي التي جمعتها من هنا وهناك كان يجلس جنبي الزميل سالم ساجت الذي لاحظ عدم ارتياحي فهمس في اذني مطمئنأ ان لا اقلق فشكلي وحضوري المسرحي كفيلان بعرض رائع ايضا .

عرض اليوم الثاني الاحد 13-1 -1974.

اليوم من نصيبي ولكني حزينه ومحبطة جدا  لأن زملاء دورتي  منعوا من حضور العرض  لاشكال مع رئيس القسم .
بدأ العرض بهدؤء وقد سيطرت على صوتي الذي  تذبذب ربما قلقا او ارتباكا  وكذلك سيطرت على قدماي اللتان حملهما البرد على الاصطكاك بسبب تلك البدله الخفيفه السوداء ومع ذلك استطعت ان اقدم عرض جيد كان بأستطاعتي تقديم افضل منه لو ان الظرف كان افضل .

تسجيل العمل تلفزيونيا .

اول عمل تلفزيوني قمت بتسجيله كان على نطاق التلفزيون التربوي  وكانت مسرحية عشاق الخيال .

ذهبت مبكره الى مقر التلفزيون  الكائن في الوزيرية بعد ان  حصلت على اجازة بصعوبه  بالغة من دائرتي .ولم اكن سعيده بملابس الشخصية  وكنت قد قمت بارجاع  ما استلفته من صديقاتي لعرض المعهد.

بعد الانتظار والاستعدادات وقفت لاول مره امام الكاميرا .. بداية الامر  اصابني ارتباك خفيف ثم استرسلنا في اداء ادوارنا الى ان انتهى التسجيل  وسمعت عبارات تهنئة .

شاهدت بعد ذلك مقاطع مما سجلناه بواسطه الفديو تيب. ولم يعجبني شكلي رغم ان الاخرين كانوا يخالفونني الرائ .

الدرس المستخلص من التجربة.
على الرغم من ارشادات المدرسين وقراءة ستاسلافسكي وبعض التجارب التي مر بها الزملاء ، الا ان غوضك التجربة شخصيا يجعل الدرس المستخلص اكثر فاعلية ورسوخ ، هي التجربة علمتني ..

1-على الممثل ان  يكون متهيأ لمواجهة اي ظرف استثنائي قد ينال من معنويتة مما يؤثر على ادائة .وعليه ان يتجاوز اي معضلة قد تعيقه .(كما حصل عن منع زملائي من النزول للقاعة ومشاهدة العرض)

2- أجواء المنافسه يجب ان تستثمر بشكل ايجابي يخدم الجميع .(كما حصل لي وللزميلة نماء الورد)

فالعرض ينتهي لكن ذكراه باقيه ومن الافضل ان تكون ذكرى حلوه .




الثلاثاء، 23 أبريل 2019

دوره المسرح المسائي لعام 1973-1974 معهد الفنون الجميلة - بغداد. المنصور

صورة جامعة لأغلب طلاب الدورة مع مدرس مادة الرياضة الأستاذ عطا الزبيدي.
يظهر في الصورة: الجالسون من اليمين ..
1- سالم ساجت 2- عادل كوركيس 3-  نصر حمود 4- كامل فرج 5- أحلام عرب 6-
خضير عباس 7- راضي عباس  8-  عدنان شلاش 9-  فاخر فاخر 10- خضير الساري 10- خالد عوده11-  رعد سلمان
الواقفون:  12- عبدالرزاق إبراهيم 13-  خالد والي14- عبدالله  15-  حافظ العادلي16-  ياسين ماهود 17- الأستاذ عطا الزبيدي .

والغائبون عن درس الرياضة
18-  جواد الشكرجي 19-  ميمون الخالدي 20-  حامد خلف21-  حسين علي كاظم22-  حسين علي هاشم الصراف23-  حسين على حسن . 24- رياض العادلي 25- حسين التكمجي 26صفاء


درس الموسيقى مع الفنان الاستاذ منير
الواقفون - حامد الخاطر 2- خضي عباس 3- حسين علي حسين4- احلام عرب 5- حسين التكمجي 6-عنان شلاش 7-كامل فرج 7- حسين علي هاشم الصراف 8- عادل كوركيس 9-الاستاذ مدرس مادة التذوق الموسيقي منير 10-فاخر فاخر
اخر ثلاث جلوس هم 11- خضير الساري 12-راضي عباس 13-ياسين ماهود .
من صفحه الزميل خضير عباس .
درس الأناره مع الاستاذ حامد الاطرقجي .
الجلوس خالد عوده 2-راضي عباس3-حسين علي هاشم الصراف
خلفهم 4-خضير عباس 5- حسين التكمجي 6- خضير الساري
7حافظ العادلي 8-عبد الرزاق ابراهيم9-احلام عرب 10-الاستاذ حامد الاطرقجي 11 والذي يقبل رأسة عدنان شلاش 12-جبار جنكير 13 حسين علي حسين  الخزرجي 14- حامد الخاطر .الصف الأخير151فاخر فاخر 16- كامل فرج  17 ياسين ماهود .



الأحد، 21 أبريل 2019

مدرسة الحيدرية الابتدائية المختلطة .في ذمة الخلود

بقايا مدرستي الابتدائية 

عند زيارتي لبغداد عرجت على منطقتي القديمة في محلة جديد حسن باشا ، فتألمت لما ال الية الوضع من ابنية تراثية تهدمت والاخرى ايلة للسقوط .
 اما شوارع الازقة فتكومت بها الانقاض والاوساخ وكل ذلك مؤلم ومحزن لكن الطعنة الحقيقية هي بناية مدرستي الاولى .
مدرسة الحيدرية الابتدائية المختلطة والتي كانت نموذجية في التعامل مع كل الطلبه ... اتذكر مدرسة العربي الست سعدية والتي قالت لنا اول دخولنا الاول ابتدائي ( انا طلابي في الصف الثالث لازم يقرؤن الجرائد )  وهذا ماحدث فعلا  في اول يوم لدوامنا في الصف الثالث ، حين دخلت علينا الست سعدية  ورمت بجريدة مملفوفة على شكل اسطوانة على كل رحلة وامام كل طالب وقالت بلهجتها العسكرية الحازمة ،
( كل واحد يفتح جريدتة ويقف ليقرأ العناوين ) .
مديرتنا كانت الست نظمية التي تجلس في ادارتها بين كؤؤس الفوز التي نجلبها من مبارياتنا مع بقيه المدارس ويسعدني اني كنت واحدة من الفريق الماهر في العاب الساحة والميدان والسلة والطائرة  والنشاطات الفنية التي كانت تقام نهاية كل عام.




مدرسة الحيدرية الابتدائية في جديد حسن باشا .
مدرسة الحيدرية تاريخ ماكان له ان يهدم ولكن هذه الجملة تبدو باهتة وتبعث على السخرية امام الهدم الكبير في كل مكان  والذي طال حتى بناء الله على الارض واقصد الانسان .

الخميس، 18 أبريل 2019

السبت، 13 أبريل 2019

بربرللدمى يشارك الاطفال في مهرجان انا عراقي انا اقرأ .


بربرللدمى يحقق حضورا جميلا وسط مهرجان انا عراقي انا اقرأ المقام على حدائق ابي نؤاس في بغداد .في 13/4/1919 تحيه لفريق العمل . ولحلم تحول حقيقة .
فريق بربر
مصطفى - لبوه - شام .
سجاد - اسماعيل - علي .
فريق بربر للدمى القفازية .
نتجي - شام - اسماعيل - لبوه
مصطفى-  علي - سجاد - هشام .


المسرح على حدائق ابي نؤاس 

الاطفال منشدين للعرض .

الجمهور يترقب العرض .

لبوه تهيأ الاطفال للعرض .

ملصقات بربر


بروكرام المسرحية .

هشام 

شعار الفريق مطبوع على تي شيرتات الفريق .

الجمعة، 12 أبريل 2019

#فريق_بربر_تيتي_ليو_سعدان #مسرح_دمى_طفولة_تعليم_فرح_الوان,

مجموعة من الملصقات والنشاطات المتفرقة لفريق بربر .
اخر النشاطات ستكون ضمن فعالية انا عراقي ... انا اقرأ
في 13/ 4 على دائق ابي نوأس .
وستقدم الدمى مسرحيه نحن والشمس .
ي زاوية الطفل سيقدم فريق بربر لمسرح الدمى، مسرحية نحن والشمس.
=========
لاتنسوا موعد الموسم السابع لمبادرة انا عراقي انا اقرأ يوم ١٣ نيسان على حدائق شهريار وشهرزاد في ابي نؤاس من الساعة الثالثة وحتى التاسعة مساء.


ملصق بربر

بربر الضفدوع 


#بربر_تيتي_ليو_سعدان
#مسرح_دمى_طفولة_تعليم_فرح_الوان
#لماذا_نقرأ


#فريق_بربر_تيتي_ليو_سعدان
#مسرح_دمى_طفولة_تعليم_فرح_الوان
معلومة يوم الأربعاء 
الربيع فصل الزهور والفراشات حيث تخضر الأرض وتنشط الحيوانات.هو نصف فصل يقع بين فصل الشتاء والصيف
تمرين
ناجي - هشام - علي - صديق
لبوه 

ملصق مسرحية نحن والشمس .

ملصق لأبطال الفريق


ابطال المشروع
الضفدوع بربر- القرد سعدان -الشبل ليو - الكتكوتة تيتي .








الأربعاء، 10 أبريل 2019

فريق بربر للدمى القفازيه في دار ثقافه الاطفال ,


#فريق_بربر_تيتي_ليو_سعدان
#مسرح_دمى_طفولة_تعليم_فرح_الوان بعض الصور من مشاركة فريق بربر للدمى في عرض (نحن والشمس) على مسرح دار ثقافة الاطفال خلال مشاركتنا لفعاليات مهرجان ربيع الطفولة السنوي الحادي عشر .


فريق عمل بربر للدمى القفازية
سجاد - مصطفى - لبوه - هشام - ناجي .

ملصق مسرحية نحن والشمس .

الأطفال يستقون المعلومات من مسرح الطفل بشكل اسرع واسلس لأنها مقرونة  باللون والاغنية والمنظر الجميل .

في العمق علاوي - اسماعيل  - سجاد 

الاطفال يشاهدون مسرحيه (نحن والشمس ) 

الاثنين، 8 أبريل 2019

فريق بربر للدمى القفازيه يواصل التمارين لتقديم الافضل للأطفال في العراق .

لبوه

اثناء زيارتي للعراق مع فريق بربر للدمى
انا - لبوه - اسماعيل - مصطفى ناجي - هشام 

مقالة الكاتب الاعلامي عدنان حسين احمد عن فلمنا الروائي القصير تبوله وباي للمخرج د- جعفر عبد الحميد في جريدة القدس .


معالجة جديدة لثنائية الشرق والغرب في فيلم «تبولة وﭘاي»

منذ 5 ساعات

ينتمي الفيلم الروائي القصير «تبولة وﭘاي» Tabbouleh & Pie للمخرج العراقي جعفر عبد الحميد إلى «سينما المؤلف» التي يفرض فيها صانع الفيلم هيمنته على المفاصل الأساسية كالإخراج والسيناريو والمُونتاج، ليجسد من خلالها رؤيته الإخراجية في التعاطي مع القصة السينمائية، وطريقة معالجتها، وحل العُقدة الإشكالية التي تنطوي عليها ثيمة النص المكتوب، الذي تخلص من صيغته الأدبية وأصبح نصًا بصريًا قابلاً للتصوير.
تنم القصة السينمائية التي كتبها المخرج نفسه عن قدرة احترافية واضحة، فقد سبق له أن كتب سيناريوهات أفلامه الخمسة، التي نجحت وظلت نابضة بالحياة حتى يومنا هذا، كما أنه يُمنتج بعض أفلامه ويضفي عليها سلاسة المونتير العارف بأسرار المهنة، فالمتلقي الذي يُشاهد أفلامه يشعر بانسيابيتها البصرية لأنها تخلو من العثرات التي تعيق تدفق الأحداث أو جريانها بشكل إيقاعي مُنتظم.
لم يختر عبد الحميد قصة شائكة، ولم يرصعها بالحوارات المعقدة، رغم حساسية الثيمة التي تتمحور على ثنائية الشرق والغرب، أو الأنا والآخر، وكيف يتقبل أحدهما الآخر في لندن، المدينة الكوزموبوليتانية المتعددة الأعراق والأجناس والثقافات. نتعرف في مُستهل الفيلم على شخصية ريتشارد سميث «بول ريدلي»، وهو مدير تأمين متقاعد تنقلب حياته رأسًا على عقب بوصول جارته العراقية الجديدة فاتن الرافدي «أحلام عرب».

ومن خلال اللحظة الحاسمة التي يسبب فيها انقطاع خط الهاتف الأرضي توقف الإنترنت، وشلل تطبيق السكايـب نُدرك أن ريتشارد بدأ يعاني من مشكلة جدية، وهي عدم قدرته على التواصل مع حفيده جيك في الساعة التاسعة من يوم غد، كما هو مثبت على «الروزنامة» المنضدية. وبغض النظر عن طبيعة المشكلة وأهميتها إلا أن حياة ريتشارد المتقاعد ارتبكت، لأن انقطاع الخط الهاتفي كان أشبه بالحجر الذي أُلقي في البِركة وحرك مياهها الراكدة. والمشكلة أن الخط الهاتفي الأرضي قد ربطه مهندس الاتصالات «تشارلي كارتر» بالخطأ وأوصله إلى شقة السيدة فاتن.
كان حضور الممثل تشارلي كارتر جميلاً ومؤثرًا، وهو يؤطر مشكلة الفيلم الرئيسة، والخطأ الذي ارتكبه في فصل الخط الهاتفي الأرضي لريتشارد وما تلاه من تداعيات باتت معروفة للقارئ الكريم.
ومثلما تعرفنا على ريتشارد وابنته ديانا وحفيده جيك من خلال الصورة والاتصال بواسطة الهاتف النقال فإننا سنتعرف على السيدة فاتن، وابنتها غادة الموجودة في بغداد لنكتشف أنها ممثلة مسرحية ولها باع طويل في هذا المضمار، ورغم أنها امرأة ستينية جميلة وأنيقة، لكنها وحيدة تمضي يومها بالتبضع والقراءة وإعداد الوجبات الشرقية، ولعل الصحنين الشهيين من التبولة والفلافل هما اللذان غيرا وجهة نظر ريتشارد وحفزتاه لأن يطلب من مهندس الاتصال أن يُبقي الخط كما هو عليه، لأن هذه السيدة الجميلة التي بدت فظة وجافة أول الأمر، أصبحت صديقة ناعمة ورقيقة تصنع له الشاي والقهوة التركية، وتقدم له المأكولات الشرقية المسلفنة.
وفي المقابل فإن ريتشارد المتقاعد الذي رأيناه نشيطًا يتمشى كل صباح، يقتني الجريدة، ويحل أحاجي السودوكو، بدأ يفكر بجارته العراقية، وذهب أبعد من ذلك حين أعد لها فطيرة الراعي، ووضعها أمام عتبة بابها. تذوقت فاتن الفطيرة الإنكليزية فوجدت أنها لذيذة. ضغطت على شاشة هاتفها النقال رقم هاتفها المنزلي القديم فسمعت النغمة في البيت المجاور لها فابتسمت لينتهي الفيلم بهذه الابتسامة الدالة التي تمجد الصداقة التي سوف تبدد وحدة الجارَين، ولعلها تصل إلى حدود الحُب في المستقبل القريب الذي تركه المُخرج مفتوحًا كي يؤثثه المُشاهدون بمخيلاتهم المتأججة.
لم ينبثق اختيار المخرج جعفر عبد الحميد لشخصيات فيلمه الدرامي الكوميدي القصير من فراغ، فالمشاهد المتابع للمشهد السينمائي البريطاني يعرف جيدًا شخصية الممثل بول ريدلي، الذي اشترك في تمثيل العشرات من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية بدءًا من «كورونيشن ستريت»، مرورًا بـ»أقدام باردة»، و»الشاهد الصامت»، و»الأزمنة الصعبة»، انتهاءً بـ»تبولة وباي» وغيرها من الأعمال الفنية، فهو ممثل بارع يتقمص أدواره بحرفية عالية ويؤديها من دون الوقوع في انفعالات زائدة قد تنقلب ضد الدور المُناط به، وهذا ما فعله تمامًا في هذا الفيلم القصير الذي عالج موضوعًا كبيرًا في مساحة زمنية قصيرة لا تتجاوز الثلاث عشرة دقيقة.
أما الفنانة أحلام عرب التي اشتركت في فيلم «مسوكافية» للمخرج جعفر عبد الحميد أيضًا فقد كانت في أبلغ أدوارها وأكثرها هدوءًا ودلالة في التعبير، الذي تجسد في لغة العينين، وملامح الوجه، ونبرات الكلمات والعبارات والجُمَل رغم تقشفها ومحدوديتها الواضحة. فثمة هيبة في الشخصية، وقوة في الحضور، وقدرة آسرة على إغراء الطرف الآخر، الذي انجذبنا من خلاله إلى دورها المكثف، وشخصيتها المحببة التي مرت علينا مرور النسيم العليل.
وفي السياق ذاته كان حضور الممثل تشارلي كارتر جميلاً ومؤثرًا، وهو يؤطر مشكلة الفيلم الرئيسة، والخطأ الذي ارتكبه في فصل الخط الهاتفي الأرضي لريتشارد وما تلاه من تداعيات باتت معروفة للقارئ. لابد من الإشارة إلى أن المخرج جعفر عبد الحميد قد أشار، بعد العرض الخاص لهذا الفيلم في سينما «كلوز آب» في لندن، إلى اللمسات الفنية التي أضفتها المُنتجة والمخرجة العراقية أريج السلطان على سيناريو هذا الفيلم، لكنه لم يوضح لنا أبعاد هذه اللمسات الجمالية التي أنقذت الفيلم من بعض الهفوات المحتملة.
لا يكتمل أي فيلم سينمائي مهما كان قصيرًا من دون تآزر فريق العمل برمته ولعلي أشير هنا إلى براعة التصوير، ودقة اختيار الموسيقى، والسلاسة المونتاجية التي منحت الفيلم نكهة بريطانية خاصة تتميز بها أفلام جعفر عبد الحميد القصيرة والطويلة على حدٍ سواء. جدير ذكره أن المخرج جعفر عبد الحميد، أنجز ثلاثة أفلام روائية قصيرة وهي «اختبار سياقة»، «ساعتا تأخير» و»عيون مفتوحة على اتساعها»، إضافة إلى فيلمه الروائي الطويل «مسوكافية». ومن المؤمل أن يضع لمساته الأخيرة على فيلمين وثائقيين أحدهما عن حياة وتجربة الفنانة والمخرجة العراقية أحلام عرب المقيمة في لندن حاليًا.
٭ كاتب عراقي