عندما تتعتق القصيدة وتصبح بلسما يمس شغاف القلب، هذه القصيدة اهداها لي صديقي الشاعر والاعلامي سعد عباس قبل سنوات، كأنها ارسلت لي الان. ارسلت في 7/2/2014
::::::: رسالة... الى أحلام عرب :::::::
ألوّحُ لـ "كراجِ النهضةِ"
فيضبطُني "العلاوي" متلبّساً بتجاهلِهِ
يحدثُ مثل هذا عادةً
وفي "أرقى العائلاتِ"
سوى أنني اليومَ لم أعدْ أطيقُ المجاملاتِ
هنالكَ خيطٌ رفيعٌ بتُّ أخشاهُ
بين النفاقِ الرخيصِ
والمجاملاتْ.
فارقُ التوقيتِ بين شقّتكِ في لندنَ
تلكَ التي لم تعدْ
وبينَ المسرحِ الوطنيِّ في بغدادَ
ذاكَ الذي لم .....
شاسعٌ في الرعبِ والانطفاءْ
فليبدأِ العرضُ حينَ نُقرّرُ
ليسَ بعدُ
فأنا الآنَ أرتّبُ فوضايَ
وأحصي ارتباكاتِ الأصدقاءْ
لا مسرحَ كي نفكَّ ارتباطَنا الطاريءَ بما سواه
ولا ألومُ سوانا
فحينَ انشغلْنا بأوجاعِنا
تأثّثَ المسرحُ بالخواءْ
علاقتي العاطفيّةُ ارتبكتْ
كان يلزمُني عيادةٌ نفسيةٌ
فلم أجدْ بائعةَ الشايِ في كراجِ النهضةِ
لم أجدْهُ
سيبدأُ العرضُ هكذا بلاهما
تجهّزي إذاً
بعدَ دمعتينِ انفثي زفيرَكِ
ثم اسحبي الفراتَ كلّهُ شهيقْ
"الساعةَ، حيثُ أنا وحدي وسطَ المسرحِ
ثمّةَ عشراتٌ خلفَ كواليسِ النصِّ
تعالَ إذأً
(لم يبقَ من الوقتِ سوى ستينَ دقيقةْ)
لو لم تأتِ الآنَ
فلا تأتِ أبداً
(لم يبقَ سوى تسعٍ وخمسينَ)
(ثمانٍ وخمسينَ)
(....... وخمسينَ، أربعينَ)
فلتوقفوا العزفَ النشازَ
أعيدوا الراحلينَ
من القبورِ والشتاتِ والغيابْ
(لم يبقَ من الوقتِ سوى عشرينَ)
إضاءتُكم نسخةٌ باهتهٌ
عن ظلامِ الزنازينِ السحيقةِ
خارجَ النصِّ
والإيقاعِ
والذهولْ
(لم يبقَ سوى .....)
تعالَ إذاً
لا أريدُ الآنَ سوى ....
(لم يبقَ من الوقتِ إلا .....)
أن أراكَ قبلَ الرحيلِ الأخيرِ
وأسألكَ السؤالَ القديمَ ذاتَهُ
أكنّا نعرفُ بعضَنا حقّا؟."
بدأ العرضُ، متأخّراً دمعتينِ
لا إضاءةَ
كي لا يُرى أحدٌ
لا ممثلينَ
سوى أصابعَ خلفَ الكواليسِ
تتلمّسُ الفراغَ المراوغَ
وحدَها الآنَ بقعةُ الضوءِ الوحيدةُ
والرذاذُ المتطايرُ
ما تبقّى بعد حذفِ الخرابْ.
،،، بغداد ـ يناير 2014 ،،،
Like
Comment
No comments:
Post a Comment