عامر جهاد بزغ نجمة المسرحي وهو مازال طالبا.(انتظرو خنصري سيمثل)
الزميل عامر جهاد من قسم المسرح/ الدراسة الصباحية،
ترجع بدايات تعرفي علية لأول عام دراسي. كنا كطلبة دراسة مسائية نراقبهم ونحضر
عروضهم المسرحية لنقيمها كي نكون افضل منهم في عروضنا، ويبدو ان الامر معهم كان ينحى
نفس المنحى فكانوا يتحركون مثلنا تماما بل اكثر، وهذا ما اكده لي الزميل عامر جهاد بعدما
توطدت علاقتي به، حيث سرني انه وبعض زملاؤة كانو يتجسسون على تحركاتنا
المسرحية وحين علموا بأنه قد تم قبولي كطالبة مسرح صاروا يترقبون عملي الاول من
اجل التقيم وتحويل حضوري المسرحي الى مزحة (نصبه) اذا لم اكن بالمستوى المطلوب.
لكنهم بعد مشاهده عرضي الاول (ليلة في لينينغراد) اقتنعوا بي واتفقوا اني
ممثلة مسرحية ،هكذ نجوت من سخريتهم (ونصبتهم) ، وانتقل تعارفنا لمرحلة التعاون والصداقة.
وضمن هذه الروحية اتفقنا انا وعامرجهاد انه اذا حدث وقدم احدنا عرضا غير جيد فلا
يجب ان نجامل ونهنأ بعضنا البعض، بل علينا تشخيص الخطأ او نكتفي بالصمت..لذا كان حضور
عامر لمسرحياتي مهم جدا وكنت بعد العرض انتظر ابتسامتة وهو مقبل علي للتهنئة فبخلاف ذلك يعني هناك خلل في تقديمي وعطائي.
التحدي كان احد الصفات المشتركة، فأذا ما مثل احدنا شخصية مهمة سعى الاخر
لايجاد شي مماثل لتعتدل كفه الميزان حين نتحدث عن منجزنا ..كان عامر ممثل مسرحي
مهم ومن الطراز الفاخر وحدث مرة وفي مسرحية (انها امريكا) للقسم الصباحي أن حصل خلاف ما بين مخرج العمل الاستاذ الكبير قاسم محمد وعامر جهاد وكعقوبة حرمه الاستاذ قاسم من تمثيل اي شخصية رئيسية اوحتى ثانوية وأعطاة
دوربسيط وصامت لهندي احمر مدمن يجلس منزوي في احد اركان المسرح في
مشهد وقته أقل من دقيقه.
انتشر الخبر بسرعة وحزننا من اجل عامر لانه ممثل رائع ويستحق المشاركة في هكذا عمل مهم، لكن عامر لم
يستاء او يغضب بل قال لنا بتحدي انتظروني ساجعل القاعة تقف لي تصفيقا ورغم ثقتي به
كممثل لكني تسائلت مع نفسي كيف سيتمكن من فعل ذلك ؟ وطبعا شاع خبر التحدي وتجمهر
طلبة القسمين المسائي والصباحي لمشاهدة العمل. اولا لانها اخراج الاستاذ قاسم محمد
وثانيا رهان وتحدي عامر جهاد ان يكسب الجمهور لكاركتره.
وبدا العرض الرائع بشكلة العام ونحن نترقب ... وجاءت لحظة عامر جهاد الذي وفى
بوعده ومثل مشهدا صامتا لايتجاوز الدقيقه جعلنا نقف له تصفيقا ولا يمكن ان ننساه
مطلقا. فماذا فعل عامر الممثل لتحقيق ذلك؟
اعتمد على لياقتة البدنية العالية
اولا وتعبيرة الصامت ثانيا، فشخصية الهندي الاحمرالمتورط بالادمان والمسطول طوال الوقت يقف بحركه شبحية عندما
يرى زجاجة الخمرويبدأ يتحرك كانسان ألي متجها صوب الهدف وقبل مسك الزجاجة يسقط جسدة كاملا بحركة
متخشبة تشبه سقوط التمثال .. ادي ذلك
بحركه انسان ألي مبرمج وكان من الاتقان والروعة بحيث وجدنا انفسنا وقوفا نصفق له. واعطى الكل درسا في
التمثيل بما فيهم الاستاذ الكبير قاسم محمد الذي تفاجأه به وصفق له.
ومن عروضة التي لاتنسى (مسرحية سمك عسير الهضم للكاتب الغونتمالي مانويل جاليتش) اخرجها المطبق الزميل منير
العبيدي قال لنا عامر اثناء التمارين متباهيا، ساسخر كافة جسدي للتشخيص واشربخنصرة قائلا، (انتظروا خنصري ساجعله يتألق تمثيلا) .
ورغم اني اعرف امكانيات عامر كممثل رائع ولكني لم اشاهد خصرا يمثل من قبل، فكنت
والبقية المهتمة بفن التمثيل ننتظر العرض
بشغف!
وجاء العرض الذي كان أحد العروض المهمة في معبدنا الجميل وتألق الجميع، ووفى عامر مجددا بوعده ومثل بكل
جسدة رأسة يدية .كتفة واخيرا شاهدت(خنصرا يمثل) فصفقت له بحفاوة مندهشة.