|
الطبعه الثانيه من كتاب المكاريد | | . |
|
كما قال المؤلف محمد الاخرس الكتاب مبني على استبطان عوالم الفقراء والمهمشين وهولاء متشابهون في كل زمان .
ماشدني للكتاب انه رحله غنيه وشيقه للولوج لتلك العوالم . ولعل مدخله الملون يجيب على سؤال مهم مازال يسأل منذ التغير الذي حصل للعراق .. وهو لماذا علت الرايات الشخصيه وتعملقت ليتقزم امامها علم الدوله ؟ الانه علم تلطخ بدماء كل اولئك القتلى وتهرأ من دموع المنكوبين بأحبتهم . ولماذا برزت الهويه الشخصيه بأنتمائاتها المختلفه وطغت على هويه المواطنه .استعرض لنا المؤلف اهم الاسباب ووضع يده على اكثر من جرح واستشهد بدراسات الوردي وفالح عبد الجبار وفخري الزبيدي وحسقيل قوجمان وحنا بطاطو... اضافه الى اسماء ادبيه كبيره وصراعاتها المبطنه والمعلنه .
ولعل ربط الكاتب الذكي لقصه ضياعه حين كان طفلا عندما امسك بالعباءه الغلط واكتشف انها ليست عباءه امه وكيف انهار وتلاشى العالم من حوله الى ان وجد العباءه الصح .. ربط الاخرس ضياعه انذاك بضياعنا نحن العراقيين الان وكيف ان كل منا يركض باحثا عن طرف العباءه الصح وهذه معضله بلنسبه لفرد محاط بكل هذا الكم من الكتل السوداء .
بعد ان نخرج من جوله في سرداب المكاريد .. ياخذنا في جوله اعقد يذهب بنا لمقبره لنسمع الموتى يغنون . وهذا الفصل استحوذ على اعجابي بشكل كبير ووجدت اجابه شافيه وشرح واف لمعضله طالما اقلقت تفكيري .. معضله القاتل والمقتول .... يقول الكاتب .. في الحفره قتيل.. وهم يريدون منا اجتثاث الحفره بطرقتين كلتاهما تؤديان بنا للخلود فيها. علينا اولا ان نفك التباس القاتل بالقتيل .. الخائف والمخيف .ولعل اروع ما استوقفي اثناء القراءه تلك الجمله التي تتضمن حلا سحريا .... على القاتل كي يريحنا من صراخه ان يضع رأسه في حضن ام القتيل لينصت الى واحده من نعاويها ويبكي .
كان يبكي ولايدري لماذا .....ويغني ولايحس التذاذا
وينادي ياذاك يصغي لهذا ....وهو ذاك الذي ينادي وهذا .
ويستمر الكاتب محمد غازي الاخرس بسرد لايمل منه منتقلا من حكاية لاخرى موثقا الاحداث والعادات والتقاليد .
انه كتاب يسافر بك للماضي والحاضر لتكون مهيأ للاجابه على اسئله المستقبل .
|
الكاتب محمد غازي الاخرس . |