الثلاثاء، 26 مارس 2019

فلم تبوله وباي لمخرجه د- جعفر عبد الحميد بقلم ابو فراس الحمداني .

انطباعات الاعلامي ابو فراس الحمداني عن فلمنا تبوله وباي .


تبولة وباي وَتَلاقي الثقافات ..
فيلم تبولة وباي من الافلام القصيرة التي سُعِدْتُ بمشاهدتها ضمن عرض خاص في أحد صالات لندن الصغيرة التي تختَصْ بالعروض الاكاديمية ،،
في البدء لابد لي من الاعتراف اني لست ناقداً سينمائيا ولكني احاول ان أكتب انطباعاتي عن فيلم { تبولة وباي } الفيلم الذي اخرجهُ د جعفر عبد الحميد ولعب دور البطولة فيه كل من الفنانة العراقية احلام عرب والمُمَثِلَيْن البريطانييّن بوول ريدلي و تشارلي كارتر..
الفلم بِمُجْمَلِهِ يُحاكي حياة المتقاعدين ويومياتهم الرتيبة في محاولة للمخرج جعفر عبد الحميد ان يلامس قضية اجتماعية يعاني منها المجتمع البريطاني تتمثل بغربة المتقاعد في مدينة صاخبة مثل لندن حيث ايقاع الحياة السريعة و قلّة العلاقات الاجتماعية .. لذا نجد ان المخرج يستغني عن الحوار احيانا و يستبدلهُ بنظرات بَطَلهِ ( بوولي ريدلي) الشاردة تارة من خلال الشباك الى الشارع وآخرى في تَأَمُلِهِ لصورة حفيدته التي تتوسط اثاث المنزل ..
جارتهُ الجديدة ( أحلام ) هي الاخرى تعيش الغربة بشكل مركب . لانها مهاجرة وتفتقد للعائلة والوطن ، ولكونها تعيش خريف العمر في مدينة كبيرة لاتكترث بمشاعر الحنين ...
ثيمة الفيلم تتحدث عن التمازج الثقافي بين الحضارات حيث تلتقي إمرأة مهاجرة مع جارها في السكن ( ابن البلد) في ازمة انسانية واحدة هي الشعور بالاغتراب .. وكيف يتبادلون الاكلات والامزجة كدليل على التلاقح الثقافي في مدينة تتسم بتعدد الثقافات ..
فكرة الفيلم بسيطة ويتحسسها المتلقي بسهولة لانها تجسد الواقع الاجتماعي والثقافي لمدينة لندن .. حركة الكاميرا كانت انسيابية وتتنقل بين الشارع واجواء الشقة في لقطات مكثفة تنم عن حرفية عالية للمخرج لدرجة تجعل المُتلقي قريب جدا من الشخصيات بالرغم من قلّة المَشاهِد وتداخلها احياناً ...
لاشك ان الخبرة الكبيرة التي تتمتع بها احلام عرب والاعمال الاخرى التي جمعتها مع جعفر عبد الحميد جعلتها تجسد الشخصية بنجاح كبير خصوصا انها تقوم بِدَوْر العراقية ( المُغتربة ) التي تتعلق بجذورها وتعبر عن حنينها الدائم للذكريات بمحادثاتها الحميمية ( عبر الماسنجر ) مع إبنتها التي تشاركها في كل شيء حتى في اثاث المنزل ،كان ذلك ايضاً بمثابة رسالة من المخرج الى دور تكنلوجيا التواصل في خلق عالم افتراضي يقلل من قسوة الاغتراب ... ضعف الانتاج كان واضحاً في بعض المشاهد وذلك يعكس معاناة الفنان المهاجر مع ارتفاع تكاليف الانتاج وقلة التمويل ..
تبولة وباي . يمثل اضافة نوعية للدكتور جعفر عبد الحميد المخرج الشاب الذي تخصص في دراسة السينما واستطاع ان يمازج بين موهبته وخبرته الاكاديمية فأثار الانتباه في وقت مبكر من حياته المهنية ويُنتَظَرْ منه الكثير من التميُّز والابداع ..
ابو فراس الحمداني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق