لقاء قديم لصحيفة البيئة الجديدة .
|
الفنانة القديرة أحلام عرب تحتضن بغداد وتتحدث لـ(البينة الجديدة) :أهلاً
وسهلاً بأهلي في العراق جئتكم شوقاً لأحتضن أمي بغداد الحبيبة
حاورها / حمودي عبد غريب
قالت لا لمصادرة حريتي الشخصية
واختياراتي وحاورناها اثناء زيارتها لبغداد هذه الايام لتقص حكايات مسيرتها
الفنية
*نرحب بالفنانة الرائدة احلام عرب ماذا
تقولين لجمهورك؟
-اهلا وسهلا بأهلي في العراق جئتكم شوقا لأحتضن امي بغداد
الحبيبة ولجمهوري الكريم وكل من يتابعني ويتابع الفنان العراقي داخل وخارج الوطن
اقول لهم كل الحب وكل الود لكم وأنتم سر نجاحنا في اي عمل قدمناه على الساحة
الفنية.
*ماذا عن عالم الامس ودخول المعترك الفني؟
-كانت كل الظروف التي عشتها في معهد الفنون الجميلة
بدءا من 1973 وحتى يوم تخرجي في 1979 هي بالذات رحلة لايمكن ان تمحى من
الذاكرة ويومها بعد ان وضعت قدمي وانا الفتاة الوحيدة بالقسم المسائي أحسست
ان هذه هي الدار التي ستكون منزلي ومن فيها عائلتي والحمد لله تفوقت في هذا
المشوار وكنت من الطلبة الاوائل وتعلمت الكثير من هذا العالم الساحر.
*ماهي الذكريات العالقة بذاكرتك ايام الدراسة؟
-ايام المعهد هي مرحلة عشتها بكل لحظاتها واوقاتها
المحسوبة بالثواني من عمري وقبل ان اتحدث معك كان لي حديث مع احد الزملاء
فقال لي ..هل تذكريني فقلت له قل اسمك الاول ..فذكره ..فاجبته لاكمل اسمه الثلاثي
ثم ذكرني باسماء فاعطيته الاجابة باسمائهم الثلاثية جميعهم .. انها رحلة
جمعتني بهم عائليا جميعهم والقليل منهم مازال البحث عنهم جاريا… ولا انسى دور
الاستاذ الكبير المرحوم بهنام ميخائيل ..عندما يقول لنا نحن الطلبة أهم شيء هو
التدوين وكل مايحصل في اعمالنا من السلب والايجاب وفعلا كنت اكتب هذا في يومياتي
كل شيء حتى بات عندي كم هائل من المذكرات التي تشكل 85 %من ذاكرة المعهد للمدّة
1973 ـــ1979 ومازلت ابحث عن الوثائق الاخرى المكتوبة والمصورة..
ومن بين ذكرياتي وانا ادخل المعهد الساعة الثانية اتابع
كل شيء حتى اتجول فيه وافتش الصفوف واحدا تلو الاخر وكنت أقوم باطفاء
الانارة واغلاق انابيب المياه بعد نهاية الدوام الصباحي حتى لايذهب الماء
هدرا منها والكثير من الواجبات التي اقوم بها لأجعل حرس المعهد رتاحون من
هذه المهمة .
كنت الوحيدة بتلك المدّة وبعدها قدمت فتيات بعد المرحلة الثانية
للتسجيل بالقسم المسائي ..هي اجمل ذكرياتي على الاطلاق .
*ماهي الاسباب الحقيقية لمغادرتك الوطن؟
-بعد تخرجي عام 1979 أصطدمت بجدار المنع لدراستي بكلية
الفنون الجميلة وذلك لعدم وجود اسمي ضمن تنظيمات الحزب الحاكم كشرط اساس
لادرس فيها وأكمل مشواري الفني لأني لم أكن ضمن بوق التقليد الاعمي للسلطة
والحاكم لذلك ثأرت لنفسي وغادرت البلد كارهة ورافضة لهذا الاسلوب المتبع
*كيف وجدت لندن وانت تحطين الرحال بها؟
-الحقيقة تقال لابد لي ان أوضحها في حواري هذا كان للأهل
علاقة قوية مع الدكتور(صالح مجيد) وهو من اهالي السماوه ومن المعارضين للنظام
لميوله اليسارية واحد العناصر العلمية المثقفة هناك حتى وصل الى درجة علمية
راقية ليكون استاذا وبرفسورا عمل في مجال التدريس بلندن وبعد التقاعد عمل بجامعة
البصرة للمدّة التي تلت سنوات التغيير ..نعود لحكايتي بعد مغادرتي اتصل الاهل به
وكان شابا واعيا مدركا وعرف بي اني في لندن وتم اللقاء معه وسهل عملية بقائي هناك
ودخلت مرحلة الدراسة لاكمال تخصصي بقسم المسرح وفي عام 1980 انتهى الامر بزواجي
منه ورزقت بولد اسمه (أوديب) وبنت اسمها ( لبوة) والحمدلله كانت سنواتي معه قد
عوضتني كل شيء وما حرمت منه في بلدى العزيز العراق الغالي.
*من هن فنانات جيلك؟
-زميلاتي العزيزات شذى سالم ..فوزية حسن.اثمار
خضر..التفات عزيز..جنات عبد الله ( تركت العمل لاسباب عائلية) وكانت روناك شوقي
قبلي بمدة قليلة.
*ماذا عن اربع نجمات وزهرات المسرح العراقي
في لندن ؟
-كلهن باقدار السلطة الحاكمة اثرن البقاء هناك ولظروفهن
القاسية حيث الكبيرة ناهدة الرماح مناضلة تقدمية والقديرة فوزية الشندي شخصية
رائعة وزوجة انسان يساري كبير ومن مثقفي العراق واعلامها البارزين وكان مهندسا
زراعيا وهو من صمم حديقة 14 تموز في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم وروناك شوقي هذه
الثائرة واليسارية الفكر والمبادئ ومعهم انا وحكايتي قصصتها لكم والكثير من
المهجرين والمبعدين لاسباب قاهرة والقائمة تطول.
*كيف وجدت الحركة النسوية العراقية ببلاد الغربة ؟
-الحقيقة النشاط موجود ولكن مشكلة الانتاج وايجاد
الاماكن للعرض وهذا ماحصل لي بتجربة مسرحية (ديمقراطية ونص) تكفلت بانتاجها مع
مؤلفة النص (حميدة العربي) بعد ان جمعت كروبا من شباب الجالية العراقية الهواه .
وبالمناسبة هناك جمعية المرأة
العربية التي تترأسها السيدة (سراب العقيدي) ابنة الفنان الراحل فخري العقيدي
وبذلت ما باستطاعتها من تقديم يد العون لنا في عملنا بالمسرح بمجالات عدة
ومنها مسرح الطفل
*ماهي اهم نشاطاتك الفنية في الخارج؟
– في مسرحية (ديمقراطية ونص) كان المخرج جعفر عبد الحسين
يتابعني واعجب بطريقة ادائي لشخصية (أم عراقية) تقوم بتربية اولادها بطريقة
جيدة و صحيحة و يومها دعاني ليرسم لي ملامح امرأة من العراق بفيلم (ميزو
كافي) من اخراجه وباللغة الانكليزية وأن أقوم بدور صاحبة مقهى اسمها (زينب)
تعمل بكل الطرق لجمع الشمل للعراقيين من كل القوميات والطوائف وسط
الجالية التي تقيم بلندن اثناء جلوسهم فيها وتشاطرهم في مشاكلهم وحلول
قضاياهم المستعصية عليهم .
|
No comments:
Post a Comment