ترى اين تجمدت تلك اللحظات التي داهمنا بها الخوف فتشرنقنا في دواخلنا واجمين، في اي ركن من الذاكرة قبعت تلك المخاوف متظاهرة بالتلاشي، لا لم تتلاشى بل سالت متوزعة في كل انحاء الجسم والدماغ، هذا ما أكدة لنا العرض المسرحي (خوف سائل) لقد سحبنا المخرج بواسطة ممثلية الرائعين لمواقف كنا قد اعتقدنا نسيناها لكنها ومن المشهد الاول وثبت امامنا واعتلت الخشبة لتتماهى مع الممثلين وتشخص لنا حالات كلنا مررنا بها بشكل او أخر.
مسرحية خوف سائل تأليف حيدر جمعه واخراج د- صميم حسب الله، عرض يوثق مرحلة تاريخية مهمة لا اعتقد فلت منها اي عراقي,
الخوف كان انيسنا الذي يرافق خطواتنا.. خوف من موقف.. خوف من تأويل .. من نكتة.. من هوية..من اسمك.. من ومن ومن.
الخوف اصبح سميرنا الذي يأبى مفارقتنا، ياكل معنا ويشرب الشاي ونشاهد معا برامجة المفضلة ثم يصطحبنا للنوم ليتأكد انه دثرنا بهواجسة.
برافو يحيى ابراهيم جسدت بروحية عالية شخصية الاب الذي يحاول حماية البيت الذي اخترق تحت شتى المسميات.
احسنت رضاب وانت تحركين خطاك بخوف وحذر.
بهاء خيون كان صوتك بديلا عن العين المفقوده فصور لنا عمق الماساة ولفنا بشجنة .
هشام جواد حركت الساكن وجسدت المزدوج بطيبته وقسوتة.
احمد المختاركنت الخوف الذي يباغتنا من كل الجهات.
د-علي السوداني جعلت من السينوغرافيا ممثلا فاعلا.
بقية فريق العمل لكم الشكر والتقدير فلمساتكم موجودة وان كنتم خاف الكواليس.
وتحية لمايسترو العمل المخرج د- صميم حسب الله الذي نبش الذاكره ليسيل خوفنا الراكد ولكن السؤال هل سنبقى خائفين ؟ والى متى؟ هل من بديل !
كنت اجول بعيني في ارجاء البيت باحثة عن معادل للغريب الذي استباح البيت، فلا بد من بصيص امل.