الأربعاء، 26 فبراير 2020

رجل الأمن الذي تعاطف مع المسرح ... من أرشيف احلام عرب المسرحي .





لعل قصة ذلك الرجل الغامض  الذي كان يرافقنا والكل لايعرف بالضبط ماهو عمله وكان قد قدم نفسه كنزيل في الفندق الذي نسكن فيه ومحب للفن والفنانين  وبعد ان وثق علاقته ببعض العاملين في المسرحية صار يواظب على حضور التمرين اكثر من الكادر  .
كان دمث الاخلاق وهادئ يتابعنا بصمت ويجلب لنا الحلويات محاولا أن  يكون واحدا منا الى ان كانت المفاجأه .
 في احد المرات واثناء رجوعنا الفندق متعبين من التمرين انا والفنان محمود ابو العباس .. وجدناه جالسا في الممر بشكل مزري وامام غرفتي بالتحديد والدموع تنهال من عينيه  ..جلسنا انا ومحمود بقربه نستفهم الأمر  فقال متألما
:( اتركوني انا لااستحق سؤالكم .. انتم لاتعرفون من انا ؟
انا جاسوس .. جاسوس قذر  مرسل لأكتب تقارير عنكم وانتم لاتستحقون ذلك .
عند سماعنا كلمة ( تقارير)  تبادلنا انا وابو العباس نظرة مصيرية . ماذا سنفعل ؟  ففي مثل هذه المواقف وحسب تعليمات النظام القائم انذاك ينبغي على من يسمع اي معلومة ان يوصلها للمسؤولين والا تعرض للمسائلة . فما بالك وهذا الرجل يلقي امامنا بقنبلة موقوتة .
وطبعا مسألة ان نشي به مستحيلة .
 كنت ما ازال انظر لمحمود ابو العباس  الذي اصبح بالنسبة لي تلك اللحظة سوبرمان المخلص  وانتظرت اللحظة الخارقة التي سينقذنا بها من هذه الورطة .
كانت  نظرات محمود تهكمية وساخرة تجيب بوضوح  ( خيتي اتورطنا )
وعندما  أنتبه لخطورة الموقف بادر الرجل  قائلا..
"( اسكت عزيزي انت تعبان تحتاج ترتاح  ..الاخ تعبان ساعديني نوصله لغرفتة )
وتعاونا على حمله وهو يتعذب باكيا " ( عوفوني ما استاهل  . انا  جاسوس حقير )
كان محمود يحاول تكميم فمه ونحن نتوسل به :( مسامحيك يامعود بس اسكت الخاطر الله )
ووضعناه في غرفته ونحن نغادر مسرعين بصحبة الخوف والقلق .




من تمارين رحلة بهلول في خان كمر
انا ومحمود ابو العباس 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق