الجمعة، 24 ديسمبر 2010

مسرحية ديمقراطية ونص. تأليف حميده العربي واخراج احلام عرب قدمت عام 2007 تحت اسم مسرح النهرين في لندن.


اثناء  التمرين.


تمرينات في ستوديو الفنان التشكيلي يوسف الناصر .


اثناء التمرين- نوال- مرسى.
الكاتبة والممثلة حميده العربي.

اثناء التمرين
لبوه ومرسى

اثناء التمرين في مطعم بغداد
لبوه  وعامر
بطاقه الدعوة

اعلان عن المسرحية

ساره متوجهة للتمرين في مطعم بغداد.


تمارين في مطعم بغداد
في الخلف الشاب علي والاستاذ كريم الذي تفضل بالسماح لنا بأجراء التمارين في المطعم قبل بيعه.

بروكرام المسرحية

 
جريدة المنتدى اللندنية المعنية بشؤؤن الجالية العراقية
تسلط الضوء على العرض المسرحي.


نشرة صوت المرأه العراقية
نشرة تصدرها رابطة المرأه العدد الثاني 2007

جريدة الديار


المسرح البولوني الذي تم به العرض
في همر سمث




مقالة بقلم  الاستاذ الناقد عدنان حسين.

اثناء التمرين في مطعم بغداد
صورة جماعية


حميده العربي مؤلفة وممثلة


لبوه- مساعد مخرج وممثلة


رؤيا غالي عازفة عود ومغنية وممثلة

عباس الموسوي .مدير مسرح

مرسى ممثلة وراقصة بالية

عامر علي - ممثل

كاوه رسول - ممثل

ساره رشيد خيون .ممثلة


مازن عماد. ممثل .عازف عود ومغني


زين الجنابي . ممثل


نوال جبو .ممثلة

سجى .ممثلة

نورس .ممثل


احمد كاظم. ممثل
حميده العربي
الكاتبة وممثلة.
اثناء الاخراج


اثناء القراءة  في مطعم بغداد


المؤلفة حميده العربي

اثناء التمرين
مازن على العود مرسى تسمع وكاوه منتشيا 

اثناء التمرين
فيصل وعامر
انا في الخلف 

كادر مسرحية ديمقراطية ونص .
لبوة-عامر احلام- فيصل-
زين - احمد- كاوه- حميده -مازن -نوال -مرسى-
الجالسه في الوسط  رؤيا

اثاء التمرين
من العرض المسرحي
حميده العربي - احمد - لبوه 

كاوه - حميده  العربي-احمد 

حميده العربي - مازن 
ثنائي الديمقراطية

حميده العربي 

زين - حميده  العربي-عامر 

حميده  العربي- نوال - رؤيا 




قدّمت فرقة " مسرح النهرين " عملها المسرحي الأول " ديمقراطية ونص " على صالة المسرح البولوني في " همر سميث " وهو من تأليف الكاتبة المسرحية حميدة العربي، وإخراج الفنانة أحلام عرب. يرصد النص الأوضاع الراهنة في العراق غِبَّ سقوط النظام الدكتاتوري. وقد بَنَتْ المخرجة رؤيتها الفنية على المُعطيات والأفكار التي وردت في متن النص المسرحي، والذي تعرّض من دون شك الى بعض التغييرات الجوهرية التي عمّقت من الرؤى والأفكار التي كانت تجول في ذهن مؤلفة النص الفنانة حميدة العربي والتي أدت أبرز أدوار هذا العمل المسرحي أو أكثره قوة وحضوراً، فهي فنانة متمكنة، ولها باع طويل في التمثيل المسرحي. لا بد من الإشارة الى أن ثمية المسرحية مستوحاة من جملة بارزة للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش كان قد أطلقها قبيل غزو القوات الإنكلو – أمريكية للعراق مفادها " أن الأمريكيين سيجلبون الغذاء والدواء والديمقراطية للعراق ". وأغرب ما في الأمر أن مفردة " الديمقراطية " قد وردت ضمن هذا السياق الذي يجمع بين " الغذاء والدواء " وكأنها " أي الديمقراطية " مادة غذائية أو طبية يمكن جلبها الى هذا البلد المُبتلى بالدكتاتورية والذي يعاني من نقص فادح في الحريات الشخصية والعامة. ولأن النص مكتوب بلغة تهكمية ساخرة تنتقد الأوضاع المريرة في العراق الذي تفاقمت فيه الأمور لدرجة أصبح فيه الناس يترحمون على الإستقرار والوضع الأمني الذي كان سائداً في ظل نظام الحزب الواحد الذي صادر الحريات، وقمع الأحزاب السياسية الأخرى، لكن الحياة ظلت قائمة في الأقل. أما الحياة بعد سقوط الكتاتورية فقد انعدمت وتلاشت تماماً بسبب دكتاتوريات الأحزاب والمليشيات التي مارست قمعاً لا يمكن مقارنته حتى بالنظام الفاشستي السابق. وتقتضي الإشارة الى أن العرض المسرحي برمته قائم على السخرية المُرة، والكوميديا السوداء التي تنتقد بحدة مجمل الأوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية والأخلاقية. ولهذا فقد تضمّن العرض المسرحي العديد من المشاهِد المُستَمَدة من الواقع المؤسي للحياة العراقية الدامية التي نشهدها كل يوم من على شاشات التلفزة. فثمة مليشيات، وعمليات خطف، ودهم لمنازل الناس الآمنين، وانتقاد حاد لم يسْلم منه رئيس الجمهورية أو أعضاء البرلمان أو رؤساء الأحزاب والكتل السياسية، بل أن الرئيس الذي قصدته المرأة القروية " هو آخر من يعلم " فلقد ولّى زمن الرئيس الذي يعرف كل شيء، ويُحاط علماً بكل صغيرة وكبيرة. أما القنوات الفضائية فقد تحولت ضمن هذا العرض المسرحي الى آلية أو تقنية اعتمدتها المخرجة في بناء نصها المسرحي الذي عوَّل منذ البداية على مفردة الديمقراطية التي وردت في حديث متلفز للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش. كما كانت " قناة الديمقراطية " نفسها هي الإطار العام الذي احتوى مجمل الأحداث الدرامية التي تصاعدت خلال مدة العرض المسرحي بدءاً من حديث مراسلة القناة رطب محشِّش غالي حتى مشهد تقسيم العراق الى أقاليم، وهو المشهد الذي أجده مناسباً لنهاية العرض المسرحي الذي طال قليلاً ليمتد الى مشهد طبخ السمكة كل بحسب مزاجه الخاص، أو الإستحواذ عليها كلياً، وأخذ موافقة النساء عنوة، أو إستدراجهن الى هذه الموافقة.
البنى الخبَرية الوامضة
لم تخرج المسرحية عن إطار الخبر أو الريبورتاج الصحفي، واللقاء التلفازي، ثم التحليل السياسي إلا لماماً،غير أن هذا الأخير تتخللته بعض الإعلانات الترويحية " الساخرة " والهادفة في آنٍ معاً. وربما يكون تقرير المراسلة هو المدخل الرئيس الذي رسم الإطار العام لمحنة العراقيين جراء الغزو الإنكلو- الأمريكي الذي زاد الطين بلِّة. فثمة معلوماتٍ صحفيةً يعرفها أغلب الناس، ولا حاجة لتكرارها من قبيل أن الرئيس الأمريكي متفوق في كل شيء، وأنه أعلن حربه على أفغانستان والعراق تحت حجج وذرائع واهية مثل محاربة الإرهاب، ونشر الحريات، وترسيخ المعايير الديمقراطية وما الى ذلك. كما أن العالم من أقصاه الى أدناه بات يعرف بأن بوشاً لا يزال شاهراً سيفه على محور الشر المُمثل بكوريا الشمالية وسوريا وإيران وكوبا وأنظمة عالمية أخر تنتظر ولوج هذه القائمة السوداء، أما محور الحرب فتمثله أمريكا وصديقتها الحميمة إسرائيل. ومع أن هذه الأخيرة هي دولة محاربة بامتياز إلا أن جورج بوش قد أغدق على رئيس حكومتها شارون لقب رجل السلام بلا منازع! ومع أن التقرير الذي كرَّسته المراسِلة عن الرئيس الأمريكي كان طويلاً، ومُسبهاً في التفاصيل، إلا أن النقاش قد تركز على عبارات محددة ومُستفِزة من بينها " إن الذي ليس معنا فهو ضِدَنا " حيث تعتقد مُقدِمة البرنامج أن هذه النظرية غير واقعية، لكن الرئيس يرى خلاف ذلك. فهذه المقولة، من وجهة نظره، وقعية ومناسبة للمرحلة الراهنة، ويمكن إختصارها بجملة واحدة مفادها إن أية دولة حليفة لأمريكا تحصل على مساعدات مجزية، بينما لا تحصل الدول المناوئة لأمريكا على هذا الإمتياز المغري. وحينما تؤكد المُحاوِرة على القول بأن هذه النظرية سوف تفاقم العداء لأمريكا يجيب الرئيس بثقة عالية نافياً لأي مستوى من مستويات هذا العَداء. فكل العالم، حسب رأيه، يحبون أمريكا، ويضرب مثالاً على هذا الحب القتّال بأن النساء العربيات الحوامل يذهبن الى أمريكا لكي ينجبن ويحصل أبناؤهن على الجنسية الأمريكية. كما يذهب الشباب العرب الى أمريكا لكي يحصلوا على شهادات عليا. وهذا الأمر ينسحب على رجال الأعمال العرب الذين يذهبون الى هناك من أجل المتاجرة في السوق الأمريكية. فليس هناك عداء مُستَحكَم بين أمريكا والعالم. وكل ما في الأمر أن العالم مقسّم الى نصفين، نصف يؤيد أمريكا في العلن، ونصف يؤيدها في السر. وحينما يؤكد بوش بأن هذا التأييد يحدث " جوّة العباية " تندهش المُحاوِرة وتسأله عن المصدر الذي أمّده بهذا الإصطلاح فيجيبها بأن بول بريمر قد علّمه بعض المفردات والمصطلحات العراقية من قبيل " لعِّب إيديك " و " يمعود " و " إنشاء الله " وما الى ذلك من مفردات عراقية شائعة. وحينما يلفظ عبارة " إنشاء الله " يردفها بالقول " إنشاء الله تأتيكم الديمقراطية، ويأتيكم الماء والكهرباء والأمن والإستقرار والى آخر هذه الوعود الزائفة ". أما الفاصل الإعلاني فيتمثل في الإشهار عن عطر " فرهود " الذي ينتشر في كل مكان لأنه وببساطة شديدة عطر المرحلة الراهنة. ولتسليط الضوء على حديث الرئيس بوش فقد إلتقت القناة ذاتها بأحد المحللين السياسيين الذين تغص بهم القنوات الفضائية. فسألته عن رأيه في قول الرئيس بوش الذي قسّم فيه العالم الى نصفين، نصف يؤيد أمريكا في العلن، والنصف الآخر يؤيدها في السر. ويرى هذا المحلل " بأن الأمر قد يكون صحيحاً، وهذا أمر مُستبعَد، أو أن الأمر غير صحيح، وهذا أيضاً أمر مُستبعَد " وهنا مكمن الغرابة! فالصحيح وغير الصحيح هو بالنسبة إليه أمر مستبعد. ثم يكرر مفردات بوش وفضائله على العرب كما وردت في نص الخطاب من دون تحليل أو إضافة تُذكر فيما يتعلق بالنساء الحومل اللواتي يلدن في أمريكا، أو رجال الأعمال الذين يعملون هناك. وحينما تحاججه بأن هذه الحالات هي حالات فردية وليس ظاهرة عامة ماثلة للعيان فيرد باللازمة نفسها بأن الأمر مستبعد سواء أكانت الحالة فردية أم ظاهرة عامة. أما المرة الوحيدة التي يقول فيها بأن الأمر غير مستبعد هو أن العرب قد اتبعوا المثل القائل " اللي متقدر عليه صير وياه " وهكذا وجدنا أنفسنا الى جانب أمريكا.
ثنائي الديمقراطية
شاءت مؤلفة النص ومخرجته أن تسلطا الضوء على بعض الظواهر الشائعة في العراق الجديد من بينها أن الرقص والموسيقى والغناء رجس من عمل الشيطان الذي يجب اجتنابه. ومن خلال شخصية الرجل المتطفل أبو غازي الذي لا يجد حرجاً في أن يقتحم منزل جاره أبو تغريد في أي أوان بحجة أنه أسدى إليه جميلاً ذات يوم الى الدرجة التي يحوّل فيها حديقة أبو تغريد الى ساحة لتدريب الديَكة. كما أنه يتدخل بكل صغيرة وكبيرة بحيث يقترح عليه أن يطلِّق زوجته متعهداً له بأن يزوِّجه أربع نساء على سنَّة الله ورسوله. كما يطلب منه أن يزوج ابنته الصغيرة ذات الثلاثة عشر ربيعاً الى ابن أخيه البالغ من العمر ثلاثة وأربعين عاماً في إشارة واضحة الى تدخل المتنفذين في حياة الناس الإجتماعية. وحينما يغادر المنزل نسمع الثنائي وهما يغنيان " الله ينتقم منك يجاري / ليش تدخلتْ وشعلتْ ناري " ثم تنتبه الزوجة فجأة الى أنها قد سمعت هذا اللحن من قبل، وهو يتطابق تماماً مع لحن أغنية " شفته وبالعجل حبّيته والله " لكنها ليست متأكدة من اسم الملحن نفسه، فهي تنسبه الى محمد نوشي، بينما ينسبه هو الى ياسين الراوي. وقد تذرع بأخذ موافقته مسوِّغاً فعلته بأن الأمر لا يحتاج الى هذا العناء الكبير غير أن زوجته لا تقبل بسرقة هذا اللحن بحجة أن الوطن مُستباح، وقد سرق اللصوص كل ممتلكاته. فمن غير المعقول أن يسرق المغني ويدّعي في الوقت ذاته بأنه فنان ينتمي الى شريحة المثقفين والمبدعين. فأخلاق الفنان يجب أن تكون مختلفة عن أخلاق الناس العاديين. وفي النهاية نكتشف بأن الإثنين لا يعرفان اسم الملحن.
ثمة مشاهد ساخرة كثيرة منها مشهد تقليد أحد الشخصيات البرلمانية الطاعنة في السن والتي تطالب بالإستحواذ على وزارتي النفط والمالية بحجة أن لديهم خبرة طويلة في الحفاظ على أموال البلد وثرواته. كما يتحدث هذا البرلماني الذي ينتمي الى " جبهة التوافق " عن حقوق النساء من بينها إمكانية خروجهن من المنازل لإصطحاب الأطفال أو جلبهم من المدارس. هذا إضافة الى امكانية وقوفهن في طوابير النفط والغاز والبنزين. أما الفاصل الإعلاني الثاني فهو بعنوان " إدهن السِير " ويعني هذا الإعلان تقديم الرشوة للمسؤولين العراقيين في العراق الجديد. أما المشهد الآخر والذي يستحق الوقوف عنده فهو مشهد النساء البرلمانيات العراقيات اللواتي جئن الى البرلمان لمجرد تغطية نسبة الـ%25 التي حددها الدستور العراقي. فإحداهن جلبت ابنة عمها للبرلمان. وهن لا يتْقِّن من العمل البرلماني سوى الموافقة على قرارات أحزابهم فقط. كما لا يجدن في مهنة البرلمان أية صعوبة تذكر، فكل ما في الأمر هو أن ترفع البرلمانية يدها أو تخفضها، وتقول نعم إذا وافق حزبها، وتقول لا إذا رفض حزبها. وفضلاً عن ذلك فإنهن يجدن في هذه المهنة الجديدة امتيازات كثيرة منها الرواتب والمخصصات والمكافآت والإجازات السنوية لمدة شهرين في أوروبا وأمريكا. فجأة نسمع من ينادي عليهن بضرورة دخول القاعة لأن البرلمان يريد أن يناقش موضوعاً مهماً وهو تقسيم العراق الى . . . أقاليم! لا شك في أن مشهد تقسيم العراق الى أقاليم هو من المشاهد الدرامية الخطيرة التي كان يمكن للمخرجة أن تُنهي فيه عرضها المسرحي لتؤكد طروحاتها الفكرية، وانتقاداتها الحادة التي تتالت على مدار النص، ولا أدري لماذ اختارت أحلام عرب أن تنهي المسرحية بمشهد إضافي آخر وهو طريقة طبخ سمكة الكطان التي تشي بتقاسم الحصص. أو تقرير مصير " طبخة ما " يريدها كل حزب أن تنضج على ناره الخاصة وغير الهادئة على الرغم من أهمية هذه الفكرة المعروفة للمتلقين سلفاً إلا أن مشهد التقسيم كان الأقوى والأفصل في رسم النهاية الدرامية لهذا العمل المسرحي. إشترك في تمثيل النص عدد من الممثلين والممثلات، بعضهم محترف أمثال الفنانة حميدة العربي، ولبوة، ومرسى كريم اللتين درستا التمثيل المسرحي. أما بقية الممثلين والممثلات فقد بذلوا جهداً كبيراً من أجل الإرتقاء بأدائهم الى المستوى المطلوب الذي كانت تتوخاه فيهم المخرجة والممثلة أحلام عرب، ولم يخيبوا ظنها فقد كان كل من مازن عماد وفيصل عبد الحميد، وزين الجنابي، وأحمد كاظم، وكاوة خضر نماذج واعدة للممثلين الكوميديين الجيدين الذين أتقنوا أدوارهم، وتفانوا في تقديمها على أحسن وجه، إضافة الى ما قدمته نوال جبّو، وسارة والطفلين سجى ونورس. أما دور الفنانة والمطربة رؤيا غالي فقد تألقت كدأبها دائماً، وأضفت على النص المسرحي حضوراً فنياً باذخاً يجب الإعتراف به، والإشادة بوقعه الجمالي. وعلى الرغم من أن العرض المسرحي كان ناجحاً بكل المقاييس إلا النقطة السلبية الوحيدة التي يمكن أن تسجّل على المسرحية هي أن المخرجة لم تستثمر فضاء الخشبة برمته، فقد إنحسرت المشاهد في خلفية الخشبة، وهذا أمر كان بالإمكان تفاديه لو أن المخرجة أحلام عرب إنتبهت لذلك، خصوصاً وأنها استغنت، مع الأسف، عن دور الدراماتورغ الذي يرى العرض المسرحي بعين مغايرة لعين المخرجة نفسها.




avatar

جريدة الصباح الجديد جريدة يومية سياسية مستقلة تصدر من بغداد وتوزع في جميع أنحاء العراق. رئيس تحريرها ومؤسسها أسماعيل زاير. تأسست في سنة 2004. ويكتب بها كبار الأدباء والكتاب العراقيين والعرب. لدى الصحيفة ملحق زاد، وهو ملحق أسبوعي يصدر كل يوم خميس.

الاعلامي سمير خليل

أحلام عرب : نؤطر فضاء لندن بجمال المسرح العراقي

مع حاجة المسرح العراقي لإبداعات حواء، وقلة العنصر النسوي، فإن مجموعة من الفنانات واجهن كل الصعوبات، وارتقين خشبة المسرح واطرنها بفيض الالق والتوهج.
احلام عرب واحدة من فناناتنا المسرحيات الملتزمات، والتي تمتلك تاريخا زاخرا بالأعمال الرصينة، وخلال دراستها في معهد الفنون الجميلة وبعد تخرجها منه عام 9179 قدمت احلام عرب العديد من الاعمال المسرحية التي تنوعت اساليبها ومضامينها، ولديها كذلك تجربة غنية في مسرح الطفل.
اعتمدت على موهبتها وثقافتها ونهلها من خبرة اساتذة المسرح العراقي وكبار محترفيه، إضافة الى انها قدمت موهبة واعدة في المسرح هي ابنتها لبوة صالح.
ضيفتنا احلام عرب اضطرتها الظروف لمغادرة العراق واختارت مدينة الضباب لندن لتكون محطة لها، وكان اخر اعمالها المسرحية في العراق هو مسرحية (زيارة السيدة العجوز ) للكاتب السويسري الالماني فردريش دورنمات، التي اعدها الاستاذ سامي عبد الحميد باللهجة العراقية تحت عنوان (الزيارة ).
في غربتها لم تجلس حبيسة المكان، بل واصلت عطاءها من خلال تشكيل فريق مسرحي يقدم اعمالا مسرحية متنوعة، بإمكانات محدودة، وتجاوزت ذلك لتجارب سينمائية، كل هذا ومازالت تحن لبيتها الازلي العراق ومسرحه المحتضر.
احلام عرب فتحت قريحتها لـ(الصباح الجديد) في هذا الحوار، وتقول :
«هاجس المسرح يرافقني اينما تواجدت وان نسيت هناك من يذكرني به دائما، اول مسرحية قدمتها في لندن كانت مسرحية (من يشتري) في الكوفي جلري عام 2000و التي كتبها الزميل الفنان عدنان شلاش، وكانت مونودراما ( شخص واحد )، جسدت بطولتها ابنتي لبوة كأول تجربة اقدمها في لندن واشار لها الكثير، هذا العمل سبق ان قدم في منتدى المسرح في العراق، بعدها اقترحت ابنتي لبوة او بالأحرى «تبرعت بي» لفرقة شانو الاستعراضية الكردية، فقد كانت تنظم لهم التمرين على الدبكات الكردية، وعندما ارادوا تقديم اعمال درامية عرضت ابنتي ان اقدم لهم المساعدة، برغم انني لا اجيد الكردية، واغلبهم لا يتكلمون عربي، فكانت الإنجليزية والترجمة هي الحل، وكان ثمرة هذا التعاون مسرحية ( حقل الحياة) باللغة الكردية لفرقه شانو. العمل الثالث هو مسرحية (ديمقراطية ونص) للكاتبة حميدة العربي، وقدمناه لمده ثلاثة ايام على المسرح البولندي باسم مسرح النهرين عام 2007 وكانت اثر عودتي من بغداد، وانتشار الطائفية فيها بشكل مرعب، تعاونت مع الأديبة حميدة العربي، وتكفلنا بكل شيء مع مساعدة من الجالية العراقية في لندن لتقديم المسرحية، ولم نحصل على اي دعم مادي والدعم الوحيد كان من قبل قناة الشرقية لبث اعلان العمل، مقابل تسجيل المسرحية وعرضها مرة واحدة في قناتهم، واعطائنا نسخة منها.
ايجار المسرح ومتطلباته تكفلنا به انا و حميدة، وكنا نتمرن في مطعم مهجور معروض للبيع هو مطعم عراقي وصاحبه عراقي ايضا هو السيد عبد الباسط هاشم، وهذا يحسب تعاونا طيبا للجالية العراقية في لندن وكان الفريق يتكفل بطعامه وتنقلاته، وبرغم كل هذا فقد لاقت المسرحية اقبالا كبيرا خاصة بعد موقف المنتدى العراقي بنشر اعلانات مستمرة للجالية العراقية، وكان يمكن ان يستمر العرض لولا الظروف الخاصة بكل واحد منا. المسرحية الرابعة كانت (ايام الاسبوع الثمانية) للشاعر صلاح حسن، وقدمت على مدى ثلاثة ايام على مسرح الكوك بت في لندن عام 2008 تحت اسم فرقه نيسابا، والتجمع كان في غالبيته من الشباب، وعشنا المعاناة نفسها، التي واجهناها في تجربة (ديمقراطية ونص) ان لم تكن أسوأ، فقد بيع المطعم الذي كنا نتمرن فيه، واضطررنا ان نواصل تدريباتنا في بيت، عبارة عن سرداب مهجور، نضطر للخروج بعد كل مشهد لنستنشق الهواء النقي، إضافة الى شقتي الصغيرة التي تحولت الى مشغل. والدعم الذي حصلنا عليه هذه المرة كان بواسطة الناشطة والأديبة سراب شكري العقيدي، والتي عرضت علينا المساعدة فطلبنا منها ان تتكفل بإيجار المسرح كون بطاقتنا رمزية، لا تكفي لتسديد الطلبات.
ثم عودة للتعاون مجددا مع الكاتبة والمسرحية حميدة العربي ومسرحية (احنا السبب)، وهذه المرة تبرع لنا المنتدى العراقي في لندن بمقر عمله الصغير بعد انتهاء الدوام لنجري التمارين المسرحية.
وقدم العمل تحت اسم (تجمع سوية) عام 2017 وسط استحسان واقبال كبيرين وقد كتبت الصحافة والاصدقاء والجمهور عنه بشكل يثلج الصدر. هذه الاعمال المسرحية جميعها قدمت بجهد فردي، لا تقف خلفه اي جهة رسمية او حكومية، ولا دعم سوى ما ذكرته من مبادرات طوعية من ابناء الجالية العراقية، وكما ذكرت لا ارض صلبة نقف عليها لحد الان، ولا يمكن مقارنه تجاربي بما يجري على ارض الوطن ففي الاقل هناك يمكننا الحصول على اماكن للتمرين او العرض».
*وماذا عن النصوص والعاملين معك؟
«جميع النصوص عراقية باستثناء التجربة مع فرقه شانو الكردية التي كانت بلهجتهم، فريق العمل اغلبهم من العراق، وهناك فنانون عرب، في تجربة (ايام الاسبوع)، اضافة لإخوة عرب من مصر والمغرب والسودان، وفي تجربتنا الأخيرة (احنا السبب) شارك معنا ممثل من الصومال، وممثلةه من انجلترا».
احلام عرب تذكر ان التواصل مع المسرح الأم في العراق معدوم، وتأمل ان يتم هذا التواصل مستقبلا وتضيف: « امكانية مشاهدة أحد عروضنا في بغداد مع الاسف صعب، بسبب عدد الفريق الكبير المشارك، فأي عمل من اعمالي لا يقل عدد العاملين فيه عن ثلاثين، والعمل الاخير تجاوز الاربعين مع المجاميع والإدارة، وكلهم كانوا ابطالا للمسرحية، ولا أحب ان اسافر من دونهم، ويمكن ان يكون هذا أحد الاسباب الرئيسة لصعوبة المشاركة في اي مهرجان او مناسبة «.

* والتمثيل؟ ماذا عنه؟ هل انت الآن مخرجة فقط؟
« كلا ،قدمت قصائد ممسرحة باللغتين العربية والانجليزية للشاعر عدنان الصائغ( من يستطيع تسلق السماء )، والتي قدمناها في اقدم متحف للآثار هو (اشمولين) في مدينة اوكسفورد العريقة، كما قدمناها ايضا في مالمو السويدية، ومسرحية (الاستيقاظ ) وهي مونودراما ترجمتها واخرجتها ومثلتها باللغتين العربية والانجليزية، إضافة الى تجارب تمثيلية في السينما، وبعد ان اكملت دورة في تعلم مبادئ الاخراج تحت اشراف الزميل السينمائي العراقي المغترب جمال امين، شاركت في فيلم تشكيلي مع الفنان جلال علوان، بعنوان (بيت من لحم ودم)، اضافة الى فيلم روائي طويل باللغة الانجليزية هو (ميزو كافيه) للمخرج السينمائي الدكتور جعفر عبد الحميد، وتجربة اخرى في فيلم قصير هو (ت – ب ) مع ممثلين انجليز، وبمشاركة عراقية وجنسيات الفريق متنوعة، واكتملت مراحل تصوير الفيلم وبانتظار عرضه».
اخيرا أعربت ضيفتنا عن امتنانها وسعادتها بالعمل مع فنانين تحمل لهم كل المودة والامتنان مثل الفنانة حميدة العربي، والملحن الموسيقي نامق اديب، والفنان غالب جواد، كذلك لديها تعاون مع فناني التشكيل التشكيلي الرائد فيصل لعيبي، وصادق طعمة، وجلال علوان، ومخرجي السينما جمال امين، والدكتور جعفر عبد الحميد، والمسرحيين المبدعين بحر كاظم، وسلمان رحيم، وحسن الجراح، واخرين.

سمير خليل.

  • الأربعاء , 16 يونيو 2021









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق