الثلاثاء، 26 فبراير 2019

الجزيره نت تواكب عرض الدمى بربرمائي في المتنبي وتنفرد بتقرير عنه .








"بربرمائي" للدمى.. مسرح يعيد أطفال بغداد للتفاعل الواقعي







قاسم حميد-بغداد
منذ غزو التكنولوجيا الحديثة معظم المنازل والبيوت البغدادية، وتسارع تطور الألعاب الإلكترونية، وتوسع فضاء العالم الافتراضي؛ تراجعت متعة اللعب وأنشطة الأطفال على أرض الواقع بشكل كبير، كما يؤكد باحثون وخبراء مختصون في المجتمع.
وهو ما دفع عددا من الممثلين الشباب للقيام بشكل تطوعي بتأسيس مسرح الدمى "بربرمائي" كمحاكاة حقيقية وتفاعلية مع الأطفال لإعادتهم إلى التفاعل على أرض الواقع واللعب الجسدي وتحفيز خيالهم، بطريقة ممتعة غنية بالمعلومات التي تقدم لهم بشكل سلس ومبهج يؤدي إلى إسعاد الأطفال.
كما يهدف هذا النشاط المسرحي إلى تأكيد تفاعل الأطفال مع واقعهم والبيئة المحيطة بهم، وعدم إهمال التطور العلمي، حسب الممثلين.
العرض المسرحي يشمل العديد من الشخصيات التي تمثلها دمى متنوعة لجذب الأطفال (الجزيرة نت)
دمى وشخصيات
الشخصية الرئيسية في العمل هي دمية لضفدع، وسميت "بربرمائي"، وتظهر بشكل محب للتعلم والمطالعة، وتبحث دائما عن المزيد من المعرفة، في حين تجسد "تيتي" -وهي دمية على شكل "كتكوتة"- شخصية الفتاة الطموحة والشجاعة والملتزمة التي تريد أن تكون رائدة فضاء، وتؤدي الدور الممثلة لبوة عرب.
واعتبرت لبوة عرب -وهي من مؤسسي مسرح الدمى بربرمائي- أن الدور التمثيلي الذي تقوم به في المسرحية مثال جيد للفتيات لتحفيزهن على الاطلاع والنشاط.
وإلى جانب بربرمائي وتيتي هناك راني ورانية، وهما دميتان لطفل وطفلة يجسدان شخصية الراوي للحكاية والمقدم للفقرات، مع شخصيات أخرى من الدمى مثل ليو، وهو دمية لشبل صغير يتصف بالكرم، لكنه يحاول سباق الزمن، ويتخيل نفسه أسدا كبيرا؛ مما يوقعه في المشاكل بعض الأحيان، إضافة إلى عدد آخر من الشخصيات التي تمثلها دمى متنوعة.
الممثل هشام جواد، وهو من مؤسسي مسرح الدمى خلال حديثه للجزيرة نت قال إن جميع العروض المسرحية مجانية ومتاحة للجميع.
ويضيف أن فقرات المسرحية تنقسم إلى عدة أجزاء، ولكل جزء غرض معين ينمي خيال الطفل ويزيد مستواه العلمي أيضا.
ولا تقتصر عروض مسرح الدمى على الأماكن والقاعات المغلقة، بل تتضمن الحدائق والساحات العامة، ومن فقرات العرض لعبة الأفعى والدرج التي تساعد الطفل على استخدام الأرقام بطريقة اللعب والتفاعل مع الآخرين.
ومن الفقرات كذلك لعبة الرياضيات التي تعلم الطفل العمليات الحسابية بطريقة ممتعة وسلسلة.
أما دولاب المعرفة، فيعرف الأطفال على الكلمات ومعانيها، ويتم التقاط صور فوتوغرافية للأطفال مع أبطال العمل الذين يعجبون بهم في فقرة سميت "فرحة الدمى".
بعد العرض المسرحي تقوم لبوة عرب بمناقشة الأطفال لإيضاح الكلمات التي قد تكون صعبة أو غريبة على مسامعهم (الجزيرة نت)
إحياء الضاد
الممثلون أصحاب فكرة مسرح الدمى أشاروا إلى أن العروض قائمة على أساس إعطاء المعلومة المفيدة في إطار بعيد عن النصح والإرشاد الحاد، ليتم تلقيها بشكل لطيف من قبل الأطفال، وتعليمهم أساليب التعامل مع الآخرين باحترام وأدب بأسلوب كوميدي مرح لمزج المتعة بالتعلم.
وبعد كل عرض يحاور أبطال العمل المسرحي من الدمى الأطفال خلال جلسة نقاشية لتحليل العمل وإيضاح الكلمات التي قد تكون صعبة أو غريبة على مسامع البعض منهم، وهو من أجل إحياء اللغة العربية الجميلة التي تعاني من الإهمال -حسب الممثلين- ليكون العمل المسرحي مساهما في إدامتها وجذب اهتمام الطفل منذ سن مبكرة، بطريقة ممتعة ومسلية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق