الخميس، 26 مايو 2016

لقاء للوداع الاخير مع الصديق جبار الشرقاوي .

  

لا ... ليس زائرا ولامسافرا  يبرمج مجيئه حسب جدول الزم به .. يعيش بيننا الان بكل بساطه وحميميه وما عليه الااصطحاب من يشاء وقت يشاء ... بل ان البعض عشقه سرا والاخر علانيه فأصبح يعد لللقاءه بتوق واضعا الحياه ومسراتها على الرف .....
اجل اتكلم عن الموت الذي كان مندسا بيننا  في لقاءنا الاخير وارى الان بسمته المستهزءه بوضوح ونحن نخطط للغد بل ربما ضحك بشده وانا ااكلم صديقي جبار شرقاوي بصيغه تهديديه ان يعطيني الوثيقه التي طالبته بها منذ سنين (اسمع جبار لو تعطيني الرساله الي كتبته الى لورنس اوليفييه لمن مثلت واخرجت عطيل  حتى ادرجها ضمن سجلنا المعهدي لأن هذه وثيقه مهمه حرامات بلدرج   لو انت تعملك سجل او مدونه خاصه بيك وتفضني تره تعبتني وبعد ما أسال وراح اطبع السجل) . ربما كانت هي المره الاولى والاخيره التي ارفع بها نبرتي الصوتيه معه ولو بمزاح فلصديقي هيبه تفرض احترامها على الجميع ولكني اعرف مكانتي عنده جيدا.
بعد ان حضر امسيه تكريمي وبعد ان قلدني بوسام كلماته المنقوعه بماء ورد ذكرياتنا ... التقينا بمقهى رضا علوان  ابتسامته انعكس ضوءها على عينيه ام العكس لا اعرف ولكنه كان مشعا وهو يمد لي ظرفا كبيرا يحوي رساله اوليفييه ..( ثلاث نسخ ...طلبه بتحليل ومعلومات عن الشخصيه  .. ورد اوليفييه ..ثم ترجمه الرساله ).اخيرا ياجبار  اخيرا وبعد طلب سنوات ها انت تأتمنيني على ذخر طالما اعتززت به,  ويا لمسؤليتي التي تجددت الان ارتبكت وبحثت عن ورقه فلم اجدا فقفزت استجدي الطاولات... لم اجد ورقه كل الاوراق في عمل  فرحه اخرى ان كل اوراق الاخرين مسطره لمنجز .. تعاطف احدهم معي واخرج ظرفا كبير افرغه من رساله لاستخدمه ورجعت الطاوله لافتح تحقيق عن اطروحته عطيل وما فاتني من تدوبن حينها وطلبت منه ان يكتب لي نبذه عن ايام الدراسه ووعد بذلك .
كنا فرحيين وربما شكلت سعادتنا ارباك للموت الذي ظل حائرا بيننا من يختار فكلنا جاهزين لتلبيه الطلب كلنا اخبار عاجله بنكهه وجع اليوم الثالث  مررنا بنفس المصائب التي اوهنت القلب وعاصرنا حصارات امتصت الارواح منا ويوميا نمد يدا مسامحه لنعقد هدنه مع حرب الله المعلنه علينا وكلعاده يشيح بوجهه عنا .


 ليكن خذ الجسد ايها الموت الاسود سنبتدع بياضات للروح لن يكن بمقدورك ان تصلها ابدا ...جبار الشرقاوي وبقيه الاحبه معنا روحا وستصحبنا في رحلتنا الاخيره اليك مخففه عنا وطئتك .
جبار الشرقاوي يدلي بشهادته عن ايام الدراسه وذكرياتنا في امسيه تكريمي في اتحاد الادباء .

الشرقاوي في العمق يصغي .

اعتز بهذه الصوره التي تجمعني مع زملائي طلاب معهد السبعينات خاد عوده -جبار الشرقاوي-احلام عرب-حافظ العادلي-عدنان شلاش-سمير ياس.


في مقهى رضا علوان انا في اعمق احلام عب وبجنبي رزاق حيدر ثم حافظ العادلي وفي المقدمه فقيدنا الصديق جبار الشرقاوي .



رساله السير لورنس اوليفييه اشهر ممثل مسرحي وشكسبيري  الى جبار الشرقاوي حول شخصيه عطيل .

رساله الشرقاوي الى اوليفييه يطلب منه نصائح لشخصيه عطيل اطروحه تخرجه.

رد اوليفييه حول الموضوع بتفصيل .

غلاف الرسسله المعنونه الى جبار الشرقاوي .

هذه  رسالتك ياجبار الى اشهر ممثل عالمي لورنس اوليفييه  تستعين به لمساعدتك في اداء دور عطيل التي قمت بأخراجها كـطروحه تخرج من معهد الفنون الجميله في زمن لم تكن الاتصالات سهله ولكنك كنت تركب الصعاب لتصقل ذاتك التي حافظت على نصاعتها لحين مغادرتك ولم يكن هذا امرا سهلا . ا
وكما وعدتك عزيزي ان انشرها كي ترى النور  ولاتبقى حبيسه الدولاب ها انا ذا ادرجها ضمن المدونه بشكل اولي امله ان  اوفق لنشرها ضمن سجلنا وذاكرتنا المعهديه على نطاق اوسع .

كلما كنت التقيه ينظر لي ويقول مزاعلك لاتتكلمي معي اقول مندهشه ولويش ؟ يرد انت لاتتصليين ولاتخابرين  ويشيح بوجهه ساترا ابتسامه فأهجم عليه مقبله رأسه  وصارخه اخر مره بعد ما اسويهه سامحني  وينتهي الزعل في اللحظه  وظلت هذه اللعبه بيننا كلما التقينا... اللقاء الاخير كان مسامحه قدريه اخيره .
وداعا صديقي (مودع الله)

هناك تعليق واحد:

  1. جميل جدا ان ارى عمالقة الفن وهم يلتقون ويستذكون الحياة ويعيدو لنا الفرحة لنشاهد صور وذكريات الايام الجميلة تحية لك الى الفنانة القديرة ورحمة الله على المرحوم الفنان الذي وضع بصمة كبيرة على الساحة الفنية

    ردحذف