قراءة الاستاذ د- فيصل الشمري للمسرحية
حياة سعيدة:
إدانة للذات التي هشمتها الحروب.
كما هو المؤلف الاستاذ علي الزيدي يضعنا امام نص استطيع أن اسميه ( النص المتحول) الذي به ينقل المتلقي الى كلّ ضفة بهذا الوجود الذي لامعنى منه، بل يكمن معناه في لامعقول الفلسفة العبثية التي جاء بها جنيه وكامو وكافكا. نصُ قلب موازاين العالم المعاش على وفق اسلوبٍ يشعرك بالوخز والاعتراف إن ما نشقى من أجله هو ضحية الحروب والانفجارات والزيف والتلاعب بعواطف الناس!
كيف جاء المؤلف بحوارات كأنها ( وصيّات) لرمق الانسان الاخير ؟
لقد اراد المخرج كاظم النصار أن يأتي بشروق المعقول من الغروب ، وليس كدورة حياة معتادة؟ فعمَدَ الى توليف خاص بأداء الممثلين الثلاث وصمت المرأة المراقبة ووقوفها على فواجع الشخصيات.ثلاث شخصيات بثلاث عوالم مختلفة التفكير بالرغم من حضور عنصر التجانس البشري الذي سيطر على هذا التجانس بايلوجية البشر المفقودة جرّاء العزلة والمخاضات المتعددة المتعسّرة للذات ، من خلال حالات الصمت التي تميز بها العرض وهي رسالة مشفّرة الى إن الهذيانات ولغج الآلسن غير قادرة على حل الازمات .
كنتُ شخصيا أمام عرضٍ رشيق بسينوغرافيا محكمة ابتعدت عن التأثيث اللامجدي وهذا بأعتقادي هو قصدُ واضحُ من مخرج يعرف ادواته ويتقنها بأسلوب أخراجي به تنظيرات اراد منها النصار أن يرمي هذه الحياة السعيدة على المتلقين رمياً وان يتقبلوا ( عِسر) العرض بفكرةٍ يتشاكل بها الجميعً.
تحية كبيرة الى كادر العرض الجميل مؤلفا ومخرجا وممثلون وتقنيون.
كان العرض يوم الثلاثاء ٢٠٢٣/١١/١٤.
No comments:
Post a Comment