د.منتهى طارق
هو كما عرفته منذ زمن بعيد كاظم النصار صاحب الرؤيا الاخراجية الخطيرة وجدته اليوم ينسج شكل اخر لكوميديا سوداء تداعب ما قاله نص الكاتب علي عبد النبي الزيدي وهو يمس بفكاهة ساذجة ترتسم على وجوهنا دلالات عميقة المعنى قوية الاستعارة تنزف تؤيلا وادراكا لما يريد ان يوقده من مرارة داخل نفس المتلقي بمشاهد متوالية غير منقطعة وبانسجام ينقلك عن طريق الهدم والبناء للمشهد بشكل احالي مبدع وياخذك من منطقة دلالية لمنطقة اخرى مختلفة اغترابية عن ما سبقها لكنها معقولة ومتواصلة فكريا ومشهديا لقد برع النصار كعادته بان ياخذك لروحه الساخرة التي نعرفها بشكل يجعلك تتلوى باقوال تمس حياتك ومامضى من الم .
روعة التمثيل التي نسجها على جسد ممثليه بمحاكاة جدلية اخذت شكلها الدرامي الادائي في التجسيد الرائع للمايسترو حسن هادي بدور فرحان وهو يؤدي بكل براعة وقيادة منجزات الفعل الدرامي التشخيصي للدور باسترخاء و بايقاع دقيق متزن وكانه يجس نبض المشهد كي يعطي مايستحقه التحسيد من براعة لما يقابله من شخصية للممثلة لبوة عرب بدور فرحانة التي شعرنا بها وكانها ترسم الشخصية وهي معك تتحدث دون تكلف او مبالغة وهي تتنقل على الركح في ايصال جمال الظاهر من استرخاء وروعة الباطن من حرص على ايقاع منضبط جعل من خروج ودخول الفنان علاء قحطان الذي اضاف نوعا من التنوع المدروس في ضبط ايقاع زمن دخوله وخروجه الحرفي العالي الدقة بمتعة كوميديا لونها بالوان متعددة لزمان دخوله وهو يرسم لنا الوقت الذي يجب ان يعيشه ولكن دون جدوى في حين كان هناك كارزما للمثلة هديل التي ارادها المخرج ان تكون الصوت المبطن والقوة التي تسيطر على احوالنا وحالنا في رسم حياتنا اليومية منحها المخرج قوة تزيد قوة جمال جسدها الذي كان يعتلي جمال الاداء في تسيير الاداء الدرامي للشخصيتين الرئيسيتين
استغنى المخرج كثيرا عن الموسيقى والمؤثرات الصوتية في بعض المشاهد التي استوجب فيها بث ماهو مساند للحدث
اقول بالرغم من ان العرض اخذ في بدايته كما شعرت انا جانب المسرح التجاري الذي اخذني حينها للتذمر والخوف من ان يستمر العرض ضمن هذا الخط الى ان اخذنا التلقي دون دراية في الاندماج والروعة وودت حينها ان لا ينتهي العرض المسرحي لجمال الاداء وروعة الطرح والدلالة والرؤيا والتجسيد والنص الذي بث علامات مبطنة من خلال حوار لعروسين لكن العروسين هم شيء اكبر وادهى استطاع المخرج بهذا الحوار ان ينسج علاماته الرمزية بدقة لايفهمها الا من هو بارع في التاويل والتفسير وقراءة العرض .واود ان اقول ان للمشهد الاخير صورة اخرى صدمة الخروج عن المالوف بخروج الجميع من البيت والوقوف بعيدا بباب البيت متفرجين مراقبين لمن استحوذ عليه هذه صورة لحالها يجب ان تؤطر ببرواز
يانصار انت وفريقك احب ان اوجه لك رسالة مبطة واقول رفقا بالعقول الساذجة التي رايتها اليوم تتلقى العرض بشكله الاعتيادي وكانه في متعة فرجوية يفسح بها عن نفسه بالضحك ..
.. لقد كان التلقي اكبر واعمق فشكرا لك ولفريقك الرائع هذا الجهد الكبير الذي منحتمونياه .
No comments:
Post a Comment