الاستاذ عبد الامير مجر
مسرحية (حياة سعيدة) ..
كابوس الماضي يخنق حلم المستقبل!
(انطباع سريع)
عبدالأمير المجر
مازالت تداعيات الماضي القريب التي صنعت حاضرنا المرتبك، تلقي بظلالها على نظرتنا للمستقبل الذي لااحد يعرف كيف سيكون .. ولعل هذا الشعور يتعادل بقسوته مع قسوة استذكار الماضي الذي يطمح العراقيون بتجاوز آثاره .. مسرحية (حياة سعيدة) التي كتبها علي عبدالنبي الزيدي واخرجها كاظم النصار، توقفت عند مرحلتنا البرزخية الحالية، ان جازت تسمتها، وهي تطل او نطل من خلالها على المستقبل .. تبدأ المسرحية بظهور شابين (زوجين) ينظران الى ما حولهما بقلق وهما على سرير الزوجية وفي بيت اقتحماه وليس بيتهما، ليؤسسا اسرة جديدة ، البيت يعود لشاب آخر يستعد لليلة الدخلة ويتفاجأ بوجود العريسين في غرفته، في اشارة الى قلق المكان واضطراب الأحوال وهذا سيكون حائلا دون الخصب وتعطل الحياة .. ثم تجري الأحداث وسط هذه المعادلة الإجتماعية المرتبكة التي ترسم امام العروسين صورة قاتمة لمستقبل اولادهما القادمين، حيث ينتظرهم القتل او الخطف او غير ذلك من اشكال الرعب التي افترشت ميادين حياة العراقيين منذ عقود .. المسرحية لم تخل من قفشات كوميدية جاءت في سياق الاحداث وتفاعلها داخل غرفة زوجية محكومة بزمن يحدده صاحب البيت او العريس الذي ينتظر دوره ويجد نفسه عريسا مؤجلا!
لقد قدم الممثلون (حن هادي ولبوة عرب وعلاء قحطان وهديل سعد) مجهودا رائعا وهذا يؤكد ما نقوله كثيرا، وهو ان الممثل العراقي متمكن لكن المشكلة في توفير الفرصة له، سواء في المسرح او السينما، لأن من الظلم ان تبقى هذه الطاقات معطلة وتنتظر مواسم فنية متباعدة ولأيام معدودة!
المسرحية عرضت في المسرح الوطني وللأيام 13 و14 و15 -11-2023.
No comments:
Post a Comment