الخميس، 7 يناير 2010

السود تأليف جان جينيه تقديم الطالبه احلام عرب 1975 .

أيام الدراسة والتحديات الطلابية لأثبات من الأفضل .
مشهد السود لـ جان جينيه أشرف على تقديمه الأستاذ سعدي الشذر في معهد الفنون الجميلة.
 ولأول مرة قُدم عمل باللغة الإنجليزية على صعيد المعهد. إستغرق المشهد أكثر عشرين دقيقة و كان أ شبه بالمسرحية القصيرة.

مع الاستاذ سعدي الشذر



المشهد مترجم لللغة العربية من قبل الاستاذ سعدي الشذر


إنطباعات عن المسرحية بخط اليد.


انا وسود جان جينيه.
المشهد الختامي لاجتياز السنه الدراسيةالثانية. بأشراف الاستاذ  سعدي الشذر.
انه مشهد الختام للسنة الدراسية الثانية ... الطلبة انهمكوا بأعداد ماتحتاجة مشاهدهم وكل واحد بدأ يختار مايبرز موهبتة ليحتل الصداره .
دفعتي الطلابية كانت تعج بالمبدعين طالبي المعرفة واغلبهم التحق بالمعهد تسنده خلفيه ثقافية.
.وطبعا كان علي انا التي احاول اللحاق بركابهم ان ابذل جهدا مضاعفا لانال الاولوية .. وفي خضم هذا الاعتراك والمنافسة الخفية أحيانا والمعلنة احيانا اخر .. كنت قد اعددت لهم وللقسم مفاجأه.
اخترت مشهد بللغة الانكليزية  بالرغم من عدم وجود درسا لهذه اللغة في منهاجنا .
الذي شجعني على ذلك قدوم  الوافد من بريطانيا ليدرس في معهدنا الاستاذ سعدي الشذر .
كان الشذر يدرسنا  مادة الادب المسرحي وقد ابدى اهتماما استثنائيا بالطلبة بقسميهما الصباحي والمسائي فكان صديقا للطلبة يفعل ما بوسعة لمساعدة الجميع معنويا وحتى ماديا  اذا اقتضى الامر.
.ذهبت له وقلت.
احلام –(استاذ سعدي اريد امثل بالانكليزي )
الاستاذ سعدي- مستغربا( بس انتو حتى درس انكليزي ماعدكم )
احلام- (مو مشكله استاذ انت موجاي من انكلترا..يعني تستطيع مساعدتي)
نظر الي الاستاذ سعدي بعين المتشكك فاحصا رغبتي وقال ..غدا.
وفي الغد جلب لي عده مسرحيات باللغة الانكليزيه جيكوف .. ابسن .. مولير.. وبدأ يقرأ لي اهم المشاهد والحوارات وانا اقول له لا .. لا ..لا الى ان فجأه  قلت له  (هذا هو المشهد الذي اريد )
 نظر الاستاذ الى مايقرا واستدرك معتذرا  ..لا لا هذا جان جينية  وهو بعيد عن منهجكم الواقعي  لهذه السنة وستقعين بأشكال مع مدرس المادة الاستاذ ابراهيم السعدي .. فأجبته لاباس سنقنع الاستاذ السعدي. وامام اصراري رضخ  لطلبي وبدأنا بوضع خطه للتمرين.
كان علي ان اتستر على المشروع لسببين الاول عنصر المفاجأه، والسبب الثاني وهو الاهم زميلي في الصف ومنافسي الأول (ميمون الخالدي)
ومع ذلك بدأ الخبر يتسرب ربما لرصد الطلاب لنا انا والاستاذ الشذر محملين بمعدات مثل المسجل والسندويجات باحثين عن صف فارغ  بعيدا عن الانظار .
سجل الأستاذ سعدي الشذر المشهد التمثيلي المختار وكان مقطعا طويلا على كاسيت ليتسنى لي فهم المعاني والتي كانت بالدارجة المحلية على لسان البطلة  فيلسيتي  ..كان يشرحها لي ويبسط المعاني وبدأ متحمسا اكثر مني وهو يشرف على الاعداد ومساعدتي في الاخراج ..وجلب لي موسيقى تصويرية لمريام ماكيبا .. وكلما كنا نتقدم في التمرين تزداد طلبات المشهد حتى تحول الى مسرحية قصيرة . فطلبت منة ان يطبع لي المشهد بالعربي لاوزعة على الطلبة ..فأعجبتة الفكرة واضاف نطبعه عربي وانكليزي .
 المشكله الرئيسية كانت اقناع استاذنا ابراهيم السعدي المشرف على المادة المقررة، وهي المدرسة الواقعية .
 وانا اخترت مسرح طقوس وشعائر.
بعد شرح لايخلو من اللف والدوران وتدخل الاستاذ الشذر وافق الاستاذ السعدي  ولكن بشرط ان أهئ نفسي لامتحان شفهي عن المدرسة الواقعية اضافة الى اعداد تقريرا مفصلا عن الموضوع وطبعاوافقت على ذلك .
وبدأت بأعداد الملابس وطبعا تم الاعتداء مجددا على خزانة ملابس الوالدة، والتي كانت على عكسي تماما في اختياراتها تتفنن بأختيار اقمشتها وتفصليها لدى خياطتها الخاصة. فأخترت ثوبا بملمس ناعم وتم  تحويره ليناسب قياسي .. .ثم اتفقت مع زملائي من الدراسية الصباحية  عامر جهاد وبحر كاظم على تصميم الانارة بتكتم شديد لحين العرض.  
.ومجددا سألت الاستاذ الشذر .. استاذ طلب اخير .. اريد  (براكرررررام مطبوع به كلشي اسوه بسياق الاطروحات.)  فضحك الشذر معلقا .. (عيني مدام راح اتمثلين بللانكليزي لفظي صح اسمه بروكرام .وكان ان نفذ الطلب .
مشكله المكياج.
 لم يحصل زميلي الماكير الماهر في دورتنا حافظ العادلي والذي كان صديقي  وكاتم اسراري المتداولة لدى الجميع، لم يحصل على اللون الاسود لتلوين وجهي لان كاركتر فلستي أسود البشرة ..
 كانت حقا  معضلة. اقترح البعض احراق فلينات فتطوع  جماعة للبحث عنها .. واقترح البعض  الاخر استعمال صبغ احذية اسود ..لكن لم  نوفق في ايجاد لا الفلينات ولا صبغ الاحذية الاسود وبدأ الوقت يدركنا ولاحل  للأزمة
فجأه خطرت لي فكرة نفذتها مباشرة.. شننت هجوما كاسحا على قدور مطبخ كافتيريا المعهد، لاخرج بوجه يضاهى سواد الليل.
 دخلت قاعة المسرح الكبيرة والتي قرر الاستاذ اجراء الامتحان بها .ووقفت انتظر دوري لأداء الامتحان لان اسمي هو الاول حسب التسلسل .. مستغلة  اللحظات الاخيرة كعادتي في مراجعة كل شئ .
ماذا حدث عند العرض .
.بشكل ملفت للنظر غصت قاعة الامتحان بطلبة من مختلف الاقسام فقد علم الجميع اني سأقدم شئ مميز ومختلف.
حضر الاستاذ بهمام ميخائيل لمشاهدة العرض .
نودي على اسمي فتقدمت بخفة ومعي سكربت الواقعية المطلوب وعلى استعداد للاجابة عن اي سؤال يخص الموضوع  .. لكن الاستاذ السعدي فاجأني بوضع التقرير جانبا وسألني عن جينيه ومذهبة  وماذا سأفعل ؟
بوغتت بالموقف لأني كنت متهيأه تماما لموضوع الواقعية ..
 نظرت لمنافسي الزميل ميمون الخالدي الذي كان يجلس متربصا قرب مدرس المادة والذي كانت تربطه صداقه جيدة معه وانا اكاد اجزم انه وراء هذه الخطة والمباغتة..
 ومع ذلك وقفت بثبات محاولة اخفاء ارتباكي  شارحة عن الكاتب جينيه وخطتي الاخراجية ..
طبع المشهد بالعربي ووزع على الطلبة المشاهدين.
حضر الاستاذ بهنام ميخائيل الامتحان او بالأحرى العرض وجلس في المقدمة بعيون تقدح حدة منتظرا.
بداية العرض اطفات القاعة وساد صمت رهيب .. وتولى زملائي من الدراسة  الصباحية  تنفيذ الاناره والموسيقى .
استمر العرض اكثر من 20 دقيقه لم اشعر بها فقد كنت (هناك).
دوى تصفيق حاد بعد العرض وكان هذا اول تصفيق في قاعه امتحان .
خلال تحيتي للجمهور نظرت الى الاستاذ بهنام ميخائيل لارى رده فعله المتعارف عليها في اغلب العروض  والتي نعرفها جيدا الاوهي
( يده تمسك راسة مطرقا الى الارض) فماذا رأيت ؟
 لم اكن اصدق عيني ابدا الاستاذ بهنام واقفا يصفق بحرارة وحماس اكثر من بقيه الطلبة لم اتمالك نفسي فهذا اروع نصر يمكن ان  احظى به او يحظى به اي طالب ..  طرت  اليه فرحة .فقبلني من راسي طالبا مني  بصوتة العسكري الامر ان اراه  فورا بعد انتهائي من متعلقات الامتحان وغادر مسرعا الى ادارته.
ميمون الخادي زميلي اللدود هاج وماج بعد رؤيتة هذا الاحتفاء الكبير فوقف مصرحا بملئ فمه وسط القاعة  ان المشهد غير مقرر اضافة الى احتواءة اخطاء لاتغتفر بالقواعد الانكليزية  (واكاد اجزم انه لم يفهم من المشهد شئ )
مفاجأه بهنام .
لم اصدق انجازي ولم اصدق ان الاستاذ بهنام قبل رأسي ويطلب مقابلتي شخصيا ..وطبعا لم اصعد السلالم بل قفزتها طائرة لاجد نفسي امام باب الادارة اطرقة بفرح ..
جاء صوته الجهوري الحاد .. ادخل .
.فدخلت ...
اغلقي الباب خلفك .  ففعلت ووقفت بكل عنفواني خاشعة امامة منتظره اطراؤه ومباركتة
وقف كالصقر خلف مكتبة ونظر لي بحده ثم ماذا ؟
يا للمفاجأه 
 ( ترزلت رزاله غسل ولبس )  وبخني الاستاذ بهنام بلهجة عسكرية صارمة وقال والشرر يتطاير من عينة ..لا اصدق ما ذا فعلتي ؟ طالبة في الصف الثاني مسرح تملئين قاعه امتحان بالجمهور وتجعلينه يصفق لك ... ترى ماذا ستفعلين عند التخرج ؟ اكيد ستلتحقين بالمسرح التجاري لان اذنك استساغت التصفيق منذ الان . اريدك ان تنسي التصفيق لأنه سيجرك الى تجارب رخيصة . ويجب ان تكون مسيرتك  مسيرة بحث وتقصي وان تسيري بشكل متساوي مع زملاؤك .التحقي الان بصفك فورا.
اؤمأت له برأسي اشاره النعم وانسحبت بظهري الى الباب احتراما وأغلقته خلفي .
الحقيقه صعقت ولكن رغم الالم والمفاجاة المزعجة ورغم عدم ايماني بشغله المساواه مع الزملاء كانت ابتسامة نصر ترتسم على وجهي ..  لقد جعلته ينسى نفسه ويصفق لي في القاعة والكل شاهد ذلك
.لقد قبل رأسي امام الجميع  اليس كذلك ؟
وحصلت على اعلى درجه في الصف 100 في التمثيل .
خلاصه التجربة.
الاستاذ بهنام كان لكل خطوة نخطوها بالمرصاد لنا، يكسر مجاذفنا كي لانعوم بعيدا عن عينية
كان الاستاذ بهنام  كأب لايريد الاقتناع بأن طلبتة مختلفين بمهارات متباينة يحاول ان يجعلنا نسير سوية لنصل لنتائج متقاربة وهذا ماكان يحاول ان يطبقه علينا ..
 البعض بدأ فعلا يتململ اويتمرد ولكن الامر بالنسبه لي مختلف . فلا يمكن ان انسى انه مقوم الخطوه الاولى والمرشد الاول.
قررت  مع نفسي ان أستمع له كمعلم .. وأن أثبت له ان بعض من قناعاتة غير صائبة.  لايمكن ان يكون جميع الطلبه بمستوى واحد.هذا اجحاف بحق المجتهدين .

عندما كان يدرسنا ماده التمثيل في الصف الاول لم يكن يمن على افضل مشهد بدرجة تتجاوز السبعين .. مهما فعلنا او قدمنا وحين المت به الوعكة الصحية ونقل الى المستشفى جاءنا بديل عنه الاستاذ فاضل القزاز الذي كان سمحا جدا يضحك معنا ويعاملنا كأصدقاء  وعند الامتحان يكون كريما في توزيع الدرجات  ..اتذكر اول مره احصل فيها على درجه تسعين في التمثيل ارتبكت وتصورت الامر مجاملة  فعقدت اجتماعا طارئ  مع ابناء دورتي مناقشة الموضوع معهم  قلت لهم استاذ قزاز اعطاني تسعين اعلى درجه لماذ  ؟
هل لاني الفتاة الوحيدة بينكم ؟  (لأن شافني بنيه) 
   نصحني الزميل المقرب نصر حمود ان اذهب اليه على الفور وأسأله شخصيا. وفعلا ذهبت ومازالت دموعي في عيني وطرقت باب الاداره المفتوح ..رحب بي الاستاذ فاضل قزاز  قائلا تفضلي .. فقلت له وورقه الامتحان بيدي وانا اداري رجفه تعتري اوصالي،
(استاذ ليش 90 ليش انت اشفت مني ؟) استغرب الاستاذ متصورا اني اريد درجة اعلى وقال لي، يعني الدرجه قليله؟
 فقلت لا لا  بس الاستاذ بهنام يعطينا خمسينات وكلش كلش ستينات.. فضحك للأمر او ربما ضحك علي وقال  (احلام هذه الدرجة استحقاقك) .لم اشعر بة  يجامل ولم يكن يطري هكذا ببساطه فعل مايؤمن به.
الخلاصة
لكل مدرس طريقة وتقييم خاص



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق