الأربعاء، 27 يناير 2010

مسرحية الصوت الانساني تاليف جان كوكتو واخراج احلام عرب.1977.

شابات موظفات يعتلين المسرح لاول مرة


انا وبطلتي مع اعلان المسرحية ي باحة المعهد

فريق المسرحية من نساء موظفات يعتلين المسرح لاول مرة

التحية
اقتراح لمشروع كبير.
الأقتراح كان من قبل الاستاذ المشرف بهنام ميخائيل بأن نقوم نحن طلبة الصف الرابع مسرح بأخراج مسرحية تطبيقية خارج جدران المعهد، قبل التطبيق الفعلي الذي علينا خوض تجربتة في العام المقبل
الأقتراح كان بأن يتوزع الطلاب على اماكن وجهات مختلفة  كي تتولى انتاج مسرحية بأسمها  شرط ان يوضع اسم معهد الفنون الجميلة في الواجهة.
 وبذلك نكون قد قمنا بدعاية كبيره للمعهد ونشاطة الطلابي وللجهة الداعمة. 
انا فكرت بمكان لايفكر بة او يصلة الاخرين فكرت، بالذهاب الى سجن ابوغريب وفعلا ذهبت الا ان عوائق كثيره وكبيرة وضعت لي في الطريق وهناك مقال تكلمت به عن التجربة بالتفصيل مرفق ضمن الارشفة .
المهم بعد اعاقة التجربة لجئت الى مؤسسة الطيران التي كنت اعمل بها صباحا كموظفة، واستعنت بزميلاتي من الكادر النسائي لتكون اول تجربة تنفذها نساء فقط


خبر عن مسرحية الصوت الانساني تأليف جان كوكتو واخراج احلام عرب


بروكرام مسرحية الصوت الانساني تاليف جان كوكتو واخراج احلام عرب 1977 وهذاهو العمل الاول الذي اقوم باخراجه بشكل فعلي بعد محاولات المساعدة في الاخراج واخراج مشاهد صفية طويله.


اول بطاقة دعوه اقوم بطبعها لاول مسرحية اخرجها، وقد طبعت من قبل الزميل حاتم حداد في مطبعتة الفرابي وقد طبعها لي مجانا كتشجيع لي واعتبرت ذلك فأل حسن للمسرحية.


صور لمسرحية الصوت الانساني اثناء العرض.

 ساحة المعهد وقبل التمرين مع بطلة الصوت الانساني هناء


كلمة تعريف عن مؤلف الصوت الانسلني جان كوكتو القيت قبل بدء العرض .


عقب انتهاء الصوت الانساني كادر المسرحية يحيي الجمهور 1977

الصوت الانساني انطباعات .

25-4-77 .

مسرحية الصوت الانساني وجع نسائي خالص. لذا اخترت كادرا نسويا فقط لتجسيد ليقوم بكل المهام المسرحية، وكن مجرد هواه يعتلين المسرح لأول مرة.

فريق العمل هن زميلاتي الموظفات في عملي الوظيفي الصباحي (مؤسسة تدريب الشباب التابعة لوزارة الشباب)،
  وبطلتي اضافة للوظيفة كانت طالبة جامعية في المستنصرية. كنت وممثلتي نتمرن في الفراغات التي نحصل عليها اثناء الدوام الوظيفي في الدائرة، بعدها نذهب للمعهد قبل ان يبدأ الدوام وفي ايام الجمع نتمرن في بيتنا احيانا.

هانحن الان نتهيأ جميعا  لقطف ثمرة تعبنا هاهي هناء في قمه استعدادها تراجع حوارتها استعدادا لاول مرة تواجه بهاالجمهور،وهاهي خالدة مرتبكه كعادتها وهي تحاول السيطرةعلى مهمة الانارة وأعلنت صعوبة الامر وسألت ممكن نستعين بزميل فنهرتها قائلة (وانا اتخذ وضعية المخرج الجاد)، قلت وجع نسائي خالص سبب مأساه بطلتنا رجل دفعها للانتحار فلا نريد مثيله بيننا في هذا العرض،مهمته اليوم التفرج فقط عله يخرج بنتيجة. وكا ن ان هبت ساهره العاني وهي طالبة دراسة مسائية معي في المعهد للمساعدة في مهمة الانارة. فأنيطت لخالدة مهمة المكياج الامر الذي ارتاحت له  وتنفست الصعداء، هذه منى ترتب ملابس البطلة هناء وجنبها نضال او كما كنا نسميها في الدائرة (ماما نضال) لانها كانت متزوجة ودائما تستقبلنا بنصيحة .. عندما عرضت عليها فكرة عمل مسرحي ضحكت مستبعدة الامر وهاهي الان تهيأ الاكسسوارات وتتحرك بقلق ....كنت مشغوله بأتمام الديكور وانا اراقب   مديرة المسرح اقبال تتحرك بهمة عالية لاتمام صغائر الامور وكانت على درجة عالية من الانضباط والتنظيم . اما سحر النسمة الرقيقة العذبة والتي كانت تمتاز بالجدية والدقه فقد كان يصحبها زوجها طلال والذي كان يود المساعدة لكنها تعتذر منه بلطف بقولها المخرجة لاتقبل .كانت مهمتها اضافة الى رسم صورة كبيره لجان كوكتو بغيه التعريف به .. وقد اتمت ذلك بنجاح كانت عليها مهمة تنفيذ الموثرات الصوتية .. فأنزوت هي ومسجل كبير جلبته من بيتها لانها قالت انها معتاده على ازاره وتعرف كيف تستعمله خيرا من جهاز المعهد الذي ربما يربكها .وجاءت معها اختها سوسن للمساعدة.

سناء الهادئة بشكل ملحوظ والتي لاتتكلم الا ما ندر القيت عليها مهمة القاء كلمه الافتتاح والوقوف بجانب صورة المؤلف للتعريف به .. وكان ذلك نوعا من التحدي قبلته وتبنته .وكان عليها بعد ذلك  مساعده ندى في التشريفات كنت اراقبها وهي تتمرن على القاء كلمتها جنب صورة كوكتو .توجهت الى ندى مع علبة جكليت اعطي تعليماتي الاخيره ... ندى خذي هذا الجكليت .. هناك من يقف اخر القاعة ويدخن بالخفيه، ان ضبطتي احدهم ضعي جكليتة في يده اولا ثم خذي السيكارة.(وهذا ماكنت افعله عندما اكلف بمهمة تشريفات وكان الأمر ينجح)

ازف الوقت ..... هيا يابنات سنبدأ هيا يدا بيد ولنرفع صوتنا بالدعاء لعرض ناجح .. وتكاتفت الايدي متضرعه لذلك .. وهذا ماكان صنعن عرضا منسابا وجميلا وسلسلا ... هولاء الموظفات البسيطات استجبن لفكرة حضارية قوامها صنع مسرح  وقدمن منجزا فني يضاهي انجازات الطلبه الدارسين . 

امور حدثت.

1-لاول مره نرتدي الزي الموحد والذي كان مقررا لنا في الدائره لكن لم يرتدى بشكل كامل الا في المسرحية .مما ابهر مدير الدائرة والموظفين الذين حضروا لمشاهدة العرض .

2-كنت قد طلبت من قسم التشكليين رسم فتاه عارية بوضع متقوقع على نفسها كدلالة لحالة البطلة النفسية، ونفذت اللوحة بجمال رائع ولكني فؤجئت بها ممزقة قبل العرض .. وعندما اخذتها شاكية للاتحاد ان احدهم اقتحم القاعة ومزق اللوحة واريد ان اعرف من قام بذلك، قال لي طالبا  مسؤول .. انا مزقتها ، قلت له لماذا ... ليش ؟ قال ( امصلخه) عاريه .ففهمت الامر ولم اجادلة لان دماغة هو العاري .

3- اكثر الفتيات خجلا كانت سناء التي سألها مشاهد عن اللوحة المغطاه  وسط المسرح وكانت للكاتب جان كوكتو .. سألها ماهذه اللوحة ..فأجابته بثقه .. عندما يبدا العرض ستعرف ومشت بشموخ متجهة صوب المسرح .

4-دخلت غرفة المكياج لاطمئن على الامور قبل العرض فوجدت الماكيرة خالدة وقد جملت البطلة هناء بعض الشئ، فصرخت بحدة (وين رايحين حفلة غلط وين  الشحوب وين الذبول) ... فما كان من بطلتي الا اخذ بوز درامي واضعة يدها على جبينها سائلة مديرة المسرح ( من اجل العمل لتخرج المخرجة رجاءا ).فأشرت لي مديرة المسرح اقبال رافعة سبابتها صوب الباب بحزم  ... فقط حفظت الدرس جيدا وكانت تعرف ان مهمة المخرج تنتهي يوم العرض ليتسلم مدير المسرح الادارة.  كن يتصرفن بحرفية عالية رغم انها تجربتهن الاولى .



انطباعاتي بخط يدي عن المسرحية.

مازالت غصة عدم تنفيذ مشروع اخراج مسرحية للسجناء انذاك  تحز في صدري.

أنا أدرس مسرح، وليس جاسوسية!"

(محاولة إخراج مسرحية لسجن أبو غريب)

لندن، أحلام عرب

في عام 1977، وفي خطوة لاعدادنا كمخرجين للسنة الدراسية الخامسة والاخيرة مسرح، طرح علينا الاستاذ بهنام ميخائيل ونحن في المرحلة الرابعة  مشروعاً رائعاً؛ إخراج مسرحية تحمل أسم معهد الفنون الجميلة، على ان يكون الدعم والتمويل  من الجهة التي ستتولى تبني العمل.

كان علينا كطلبة التوجة لخارج المعهد لأيجاد من سيرحب بالفكرة.

كان منا من تحمس للفكرة، وآخر من وجدها عبئاً مضافاً لمسؤولياتة الكثيرة من عمل صباحي ودراسة مسائية  ومسؤليات أخر.

 الغالبية فكروا بمقرات عملهم الصباحية لسهولة التنقل والحركة والدعم. أما انا التي احاول دائما وضع حجرة رصينة الى منجزي والتفوق على زملائي،  فكان عليّ ان افكر بطريقة لاتخطر على بال احد. ووجدتها (سجن ابو غريب).

 ومما شجعني على ذلك، أن إحدى صديقاتي كان عندها قريب يشغل منزلة جيدة لدى الدولة.

ذهبت اليها وعرضت فكرتي، راجيةً منها أن تساعدني. وبعد تردد، كونها لاتريد التورط  لأن قريبها رجل حزبي وبعثي ملتزم، من ناحية، ومن ناحية أخرى، كوني غير منتمية، وولائي موضع شك، وملون بصبغة حمراء اسبَغها علي الاخرون، مما وضعني تحت عين المراقبة والخضوع الدائم لأستجوابات المسؤول الحزبي، سواء في منطقة سكني او مقر عملي.
المهم، بعد تردد، ولانها تعرفني جيداً، وافقتْ أن تساعدني ورتبتْ لي موعداً مع قريبها لأصطحابي الى سجن ابو غريب.

وكان ذلك، وأخذت إجازةً من دائرتي الحكومية.

وفي الموعد المحدد، وجدت سيارةً بيضاء صغيرة، يجلس في المقعد الأمامي قريب صديقتي، إلى جانب رجل اخر يجلس بهيبة خلف المقود، ويبدو أعلى مرتبة من واسطتي، او هكذا خُيّل لي.

سلّمتُ بودٍ والزهو يملئني لأني في طريقي لتحقيق حلم سيدهش الأساتذة وبقية الطلبة. لم يجري اي حديث بيننا اثناء الطريق، ولم يكن معي اي مفتاح لبدء محادثة مع الرجلين لمظهرهما الجاد والحزبي، فأكتفيت بالانشغال مع أوراقي وأقلامي .

وصلنا السجن.

واستُـقبل الرجلان بإحترامٍ يليق بهما. دخلا الادارة، وعرفوني بموظف مسؤول ليتولى بقية المهمة. رحب بي  الرجل الجديد واصطحبني لبدء جولتي .
شرح لي ان السجن مقسم الى احكام خفيفة واخرى ثقيله.
سألته ماذا يعني ذلك؟
فقال: الاحكام الخفيفه، بضعه أشهر ويتحرر السجين،  والثقيله سنين طويلة.
فطلبت منه ان يحولني للثقيلة، خشية ان ينهي السجين فترة محكوميتة اثناء التمرين ويخرج! فتردد متذرعا انها مجازفة لأن هناك مجرمين تصل درجة اجرامهم القتل، قائلاً انها مسؤولة لايريد تحملها، كوني غير مؤهلة للتعامل معهم.
رجعنا الى مكتب الإدارة، وشرحت الأمر مجدداً، فتدخل واسطتي بغرض المساعدة التي انتهت بتوقيعي على أوراق تؤكد تحملي مسؤولية اي عواقب او اعتداء غير متوقع، وبأن يكون هناك حارس بصحبتي اثناء التمرين.

اخيراً، دخلت القاعة برفقة المسؤول وحارس.
وجدت رجالاً اشداء بشوارب كثة، مفترشين الارض كطلبة مدرسة، ينظرون لي بعيون كلها فضول واستغراب.
جلبوا لي كرسياً، فجلست.
ساد صمت كسرتة بتحية، وقدمت نفسي: 
 (اسمي احلام، وانا طالبة مسرح في معهد الفنون الجميلة. أريد  تساعدونني في اخراج مسرحية للمعهد انتم ابطالها وكادرها).
ساد صمتٌ للحظاتٍ،  ثم سأل احدهم  (كتبتي مسرحية تلائم وضعنا)؟
فقلت: ( لا ..لأن اذا اني اكتبهه يحبسوني وياكم)، فأنفجر الجميع بالضحك، ورُفعَ الحاجز بيننا  لتنهال علي  الاسئلة. وكنتُ أُجيب بشكل مرح و ساخر لأكسبهم، شارحةً لهم الامر ببساطة، ومحاولةً بنفس الوقت اكتشاف مهاراتهم لتوزيع المهام.
كان بينهم مثقفين ومتفهمين، ولم أرى أي مجرم.

قدم لي أحدهم نفسه على انه قريب لزميل لي وله محاولات في الكتابة، ففرحت واعلنت لهم  (ها قد وجدنا الكاتب).

 خططنا لكتابة المسرحية، وكان هناك شاب في آخر الصف، نهض وقال ( انا نجار والديكور علي).

 بدأ الأخرون  بالتجاوب والاقتناع  بالفكرة، واتفقنا على جدول تمارين والكثير من الامور التي تعتبر اكثر من ممتازه كخطوةٍ أولى.
وانتهى اللقاء الذي استمر حوالي ساعة، خرجت منه وانا في قمه السعاده والتفاؤل. زاد من فرحي ان لحق احد السجناء بالحارس وناوله محفظةً (جزدان ابو النمنم)  كانت من صنعه داخل السجن،  دسها الحارس بيدي فكدت اطير من الفرح............ولكن.
عند رجوعي  مع من توسط لي لتسهيل المهمة حدث ماعكر الجو وقلب الاوضاع رأساً على عقب .
في السياره واثناء الرجوع، قال الرجل المسؤول الذي كان يقود السياره بهدوء، ويجلس بجانبه صامتا واسطتي، قال
( عندك شعبيه ممتازه وتجاوب الجميع معك، وهذا ما سمعناهُ عنك في المعهد ايضاً).
توجست شرا من نبرة صوته ونظرته عبر مرآة السيارة.
أكمل قائلاً: (سنساعدك، نفرغ لك قاعة وثلاثة ايام تمرين بعد الاتفاق مع مدير دائرتك،  وكل طلباتك ستنفذ، ولكن أنت أيضاً ساعدينا).

.. طبعا عند هذه النقطه لم يكن بحاجه لأن يكمل، لأني عرفتُ المغزى.
 استرسل: (عندكم في المعهد طلبه مشاغبين، يعملون لتخريب الحزب؛ واكيد انت ما تقبلين. نريد كم اسم).
اجبتهُ منكفئة على نفسي، وبحدةٍ لاتترك مجالاً لتكملةِ الحديث: ( انا ادرس مسرح، مو جاسوسيه!)
وسكتنا جميعا الى ان اوصلوني وجهتي.

وغادروا ناسفين مشروعي.

هناك تعليق واحد: