Sunday, 31 January 2010

مسرحية رسالة لاتقبل الشروط تأليف وأخراج عبد العباس عبد 1977 وتجربة الشحاذة التي طبقتها في الشارع.

سفرتنا الى الموصل 1977 لعرض مسرحية رسالة لاتقبل الشروط 
تأليف واخراج عباس الحربي
انا الجالسة في الوسط اول الصف والرابع في الصف الثاني هو حافظ العادلي
مع الاسف لا اتذكر الاخرين 


انا في عمر العشرينيات وقد حولتني انامل الماكيير الماهر حافظ العادلي  ابن دورتي المسرحية الى عجوز تعبانة .

خبر في جريده الثورة عن المسرحية

خبر عن اختتام المهرجان في جريدة الثورة.


صور للمسرحية وصلتني حديثا عبر الفيس بوك من صديق قبلته حديثا
  هو( جمال جمال)  فاجأني بالصور وبذكرى سفر الموصل الطلابية، فجزيل الشكر له.
.
احلام عرب
الموصل 1977





عبد الجبار الشرقاوي-عبد علي كعيد- عبد الغفور






في مسرحية رسالة لاتقبل الشروط تأليف واخراج 

الزميل عباس حربي اسند لي دور امرأه كبيرة في السن، وقد ابدع الزميل الماكيير حافظ العادلي يتحويل وجهي الى قطعة فنية اثرية خطت عليها تضاريس الزمن مما استفز في  دواخلي الممثل لاخذ الكاركتر من الصالةالمسرحيه الصغيرة الى الرقعة الاكبر .. الى الشارع  الى الشارع مسرح الحياه .

بعد انتهاء العرض المسرحي قررت الاستعانة بحارس المعهد لمساعدتي في الخروج من خلف بناية المعهد .وكانت هذه اول صعوبة لبدء التجربة ذلك ان الحارس كان شخصية صعبة ويتمتع بصلاحيات  جعلت الطلبة يخشون وكان الطلبة الجدد دائما يحملون هوياتهم وياتون في الموعد المقرر لبدء الدوام لان هذا الحارس ممكن يمنعهم من الدخول بسبب التأخر.
  كان هذا الحارس متعاطف معي ومع طالب اخر من القسم الصباحي  هوالزميل عامر جهاد  مثلا كان يسمح لنا  ان نتمرن بعد نهايه الدوام حتى وان لم يكن لدينا رخصة بذلك  ويقول اتركوهم هولاء استثناء .
تجربه الشحاذه

المهم ذهبت له وقلت لااستطيع الخروج من الباب الرئيسي، فلدي تجربة ولااريد ان يراني احد قبل  المرور بها  وتدوين النتائج ،ساعدني ارجوك للخروج من الشباك الخلفي.
نظر لي ولهيئي الجديدة وللعجوز الماثلة امامة، وبصمت توجه نحو الشباك وفتحه ، فتسللت للخارج بخفة قطة.

اصطحبت سجلي المسرحي خشية المسائلة من قبل الامن واستعنت بعصا لاعتكز عليها كنت حافية القدمين ولففت بعض الاقمشة حول قدمي وكانت ملابسي قديمة ومتهرئة  وكنت متحمسة جدا لبدء التجربة. فماذا حدث ؟
مجموعة من الشباب كانو جالسين على سياج متنزه الزوراء الذي كان يقابل معهدنا ماان شاهدوني حتى بدؤا باطلاق النكات والاستهزاء ... احدهم صفر استهزاءا  وقال لاصدقاءه (شوفوا  الجمال  شوفو الله شخالق )... والاخر ضحك بصوت عالي  واستمر الاخرون بالسخريه... شعرت بلغضب الشديد ورفعت عصاي مؤنبة اياهم ورددت بالمثل  لكن كعجوز طبعا...(عديمين التربية ماعدكم اهل ايربوكم )..ومشيت متجاوزه اياهم ...كانت هذه بداية التجربة  وتعاطفت مع العجوز التي احملها بداخلي تألمت لها وشفقت عليها وتساءلت اهذه هي النهاية التي تليق بامرأه كانت يوما ما  صبية حلوة او زوجة او ام ..او  ..او  .. وكبرت التساؤلات في راسي ؟.. حسنا انا باستطاعتي ازالة المكياج وارجع شابة ولكن ماذا عنها   وكيف تستطيع مسح غضون  الزمن .. شعرت بمرارة وسخط  وخشونه الارض التي اسير عليها حامله سجلي لتدوين زمن اخر اعيشة كضيف عابر.

وصلت (العلاوي)  التي كانت  تعج بالحركة والمقاهي  وانتابني خوف بسيط  من ان مكياجي ساح او سحنتي تغيرت  فشددت على سجلي الذي يحوي تجارب مماثلة وقد يسعفني اذا ما اوقفني رجل امن او حدث شئ ما.
 ضللت امشي  وقرب  سينما المنطقه صاح بي احدهم اوكفي (قفي) فجمدت تماما وقلت انتهى الامر وفشلت التجربة وساتعرض للمسائلة   وربما سأتهم بلجاسوسية ..اقترب الرجل وكانت خطواتة متناغمة مع ضربات قلبي  وقال بصوت خشن وامر (هاج ) اي خذي مادا يده فمددت يدي تجاهه و  .... يالهي وضع قطعة نقدية في يدي احسانا منه .. وماهي الاثواني بسيطة انقلب خلالها كياني ووجتني ادخل صلب العجوز وبصوتها هي لاصوتي وحركتها هي رفعت يدي وعصاتي داعية له بالخير  .... صادقة قلت له  (الله ينطيك  الله يرزقك  الله ايكثر من امثالك )..كانت الكلمات تخرج بصوت متهدج وبانسياب من أمتهن طول حياتة الشحاذه والاستجداء ويبدو ان الامر شجع بقيه الجالسين في المقهى فبدؤا بوضع النقود في يد العجوز فلا احلام هنا  فقد اختفت وانبعثت بدلها عجوز بهية تحسن اداره دفه الحياه وتستدر عطف الانسانية ... يالسعادتي  الخطوات العشر الاحقة لم امشيها  بل طرتها جذلى غير مصدقة  لقد نجحت  والنقود دليل ذلك مددت يدي  ( للعليجه)  الحقيبه القماشيه التي تحوي سجلي وخبأت النقود بعد ان شاهتها اكثر من مره لاقتنع بواقع الحال .

ومشيت متجاوزه المنطقة المضيئة الى امكنة معتمة لكن معنويتي العاليه كانت تنير لي الاماكن ... شعرت بلجوع يقرصني وتذكرت اني لم اكل شيئا منذ الصباح وكان يومي طويلا دوام دائرة ودوام معهد وعرض مسرحية ثم هذه التجربة فقررت الذهاب للبيت ..وصلت جسرا ، عندما رأيت شبح رجل يقترب مني وقع نظري على قدمه بادئ الامر بفعل احدداب جسدي وتعبي وشخصت انتعالة  لنعال ا(بو الاصبع) كما كنا نسمية رفعت نظري لاتعرف اكثر  فكان رجل متوسط العمر يرتدي دشداشة وجاكيت ويحمل ايطارات صور فارغة .. اقترب مني اكثر وكنت متفائلة بقطعه نقديه اخرى،  الا ان عرضه كان مختلفا تماما قال لي بصوت فحيح وخافت رغم اننا وحدنا على الجسر.(عندي مكان للمبيت تعالي ).

 بدايه الامر اصابني ارتباك للتأكد من العرض هل هو شفقه على العجوز؟ كرر الطلب بشكل لايقبل الشك هذه المرةموضحا مأربه.
 ومجددا انبثقت العجوز  المسيكنة رافعة عصاتها مدافعة عن شيخوخه سنواتها  ( ولك متستحي ابكد بيبيتك ولي من طيح الله حظك ) وابتعد الرجل عابرا للجهة الثانية تطارده لعنات العجوز  مختلطه بلعناتي  ونسينا الجوع والتعب ..بقيت وحدي على الجسر اسير متسائلة  معقولة تحدث هذه الامور في الدنيا  كم كنت سعيده قبل وصولي الجسر, وكان ممكن ان يستمر الامر كذلك لولا وصول هذا الرجل .

مشيت وهذه المره نال مني التعب والارهاق وربما الاحباط من سلوك الرجل الحيواني ووصلت منطقتنا في جديد حسن باشا ولجت الفرع المؤدي الى البيت .
 كان مكوى المنطقه مازال فاتحا وصاحبة سمير جالسا  في الباب  وسمير هذا تربطني به علاقة  صداقة جميلة فهو متعاطف معي ويشجعني على دراسة المسرح وطالما اعارني فساتين وملابس لعروضي المسرحية، واذا ما اؤجل العرض اوحدث تاخير كان يجد اعذارا للزبائن كأن يقول لهم  الماكنه تعطلت اوتمرض العامل. عندما وصلت صوبة كنت من التعب بحيث اخبرته  مباشره (هلو سمير اني احلام) وقبل ان يتاح لنا  الكلام اقبلت جارتنا الحاجة  فتحمس سمير لاكمال الدور مشجعا اياها ان تتصدق علي ..واستجابت المرأه واعطتني عملة  صغيرة (عشره فلوس) هللت مجددا للامر وفرحت فهذه الصدقة لها طعم خاص فالحاجه جارتنا وغدا اشاطرها فرحتي بكشف السر. 

اخيرا وصلت البيت طرقت الباب ففتحت امي  ووقفت متوجسة ومستغربة من شحاذه في وقت متأخر ثم قالت( الله يعطيك) ابتسمت وحاولت الدخول  فخافت من هذا الاقتحام المفاجئ وحاولت دفعي واغلاق الباب  وهي مستغربة وخائفه ( كتلج الله يعطيك  ...وين داخله )  واستمرت اللعبة لحظات بين صد ومحاولة اقتحام البيت ...انهيتها بقولي ( يوم انا احلام) .

خلاصه تجربة الشحاذة .

1-  مثل الليل والنهار تتعاقب الاشياء وتنساب فلحظات اكتشافي الفرح قابلتها لحظات احباط وبنفس القوة.

2- اليوم الثاني الحاجة جارتنا كانت واقفه بجانب  مكوى سمير الذي راني مقبلة عليهم واراد تذكيرها بالامس

 قائلا حجيه تتذكرين شحاذة  الامس وقبل ان يكمل قالت .....(.اهواصلا انا اعيل هذه الشحاذه واصرف عليها واشتري لها الطعام والملابس) واستمرت تسرد جمائلها وانا وسمير ننظر لبعض هو بابتسامه فرحه وخبيثة، ربما كان يعرف كذبها سابقا  وانا  ابتسامتي مندهشة لاكتشاف جديد  (الحجية كذابة)  

3-في اليوم الثاني  وفي المعهد  رأيت زميلي الماكير حافظ العادلي في الساحة فركضت اليه اخبره  بمنجزي متفاخرة بالمبالغ التي حصلت عليها ، وما ان شاهد الفلوس في قبضتي حتى صرخ فرحا (والله احسن شغله يوميا بعد الدوام امكيجك واذهبي للشحاذة ونتقاسم بالنص .وعرف الاخرون واصبحت قصه يتداولونها للندره احيانا ولمثال الطالب المطبق احيانا اخر.

 

4--  في لقاء لي مع الجمهور بصدد الحديث عن عمل مسرحي سألت احد زملائي ان يدير الحديث ويقدمني للجمهور ذلك انه معاصر لي ايام الدراسة، فوافق  وفعلا قدمني بشكل حسن  وقبل ان ينهي  ذلك  ادعى اننا قمنا بتجربة الشحاذة سوية ومن شده مفاجأتي سكتت خجلا من الموقف او اشفاقا عليه لا اعرف ... وضللت اتسأل انها مجرد تجربة طلابية وشخصية فلماذا يصادرها الاخرون وبحضوري  ... ماذا لو كنت بوقاحتة ورددته مفندة روايته وكاشفة كذبه؟..وكيف لي ان اصدق تاريخة ومنجزه اذا ماتكلم,
 صاحبنا من معدن جارتنا الحاجة  مضيفا لها خصلة جديد الا وهي الصلافة .


 

 

        

 

 

 

 

 

 

 

 










No comments:

Post a Comment